مرج ابن عامر ليس له علاقة ببني عامر الدوسية - قبيلة بني عامر

مرج ابن عامر ليس له علاقة ببني عامر الدوسية

مرج ابن عامر ليس له علاقة ببني عامر الدوسية
بقلم: الباحث أسد الدين الصقري

بسم الله الرحمن الرحيم

وجدت بعض الباحثين قد انجذبوا مع تيارات الأسماء المتشابه ،
ولم يقفوا على أنسابها وزمانها ، ليخرجوا بأقل خسائر ممكنة
ومن أمثلة ذلك قبيلة بني عامر الدوسية ومرج ابن عامر
وفيما يلي توضيح ذلك
مرج بن عامر سهل داخلي فلسطيني يقع بين منطقة الجليل وجبال نابلس يرجع تسميته بهذا الإسم بعيد الفتح العربي الإسلامي لفلسطين ، حيث نزلت به بطون قبيلة بني عامر من قبيلة كلب بن وبرة . وذلك سنة 635م ، وكانت هذه القبيلة من أوائل القبائل العربية ذات الجذور القحطانية التي نزلت فلسطين ، حيث ذكر أن القبائل التي كانت تسكن الأطراف الشمالية لشبه الجزيرة العربية فهي كانت قريبة من حدود الروم ، وعلى علاقة تجارية معهم وكان لهم خبرة ودراية بدروبهم ومناطق تحركاتهم ، كما ذكر أن العديد من هذه القبائل بحكم مجاورتها لبلاد الروم منذ القدم اعتنقوا الدين المسيحي فكان ذلك سببا في تنقلهم ببلاد الشام للتجارة والحج المسيحي لزيارة الكنائس ، ولا يزال في فلسطين عرب أقحاح الجذور وهم على الدين المسيحي حتى اليوم وهم ممن يرجع تاريخهم في فلسطين إلى سنة300م أي القرن الثالث والرابع الميلاديين ، وذلك قبل ظهور الإسلام بنحو قرنيين ..
فكان للقبائل العربية القاطنة على مشارف بلاد الشام أهمية كبيرة في عملية الفتح العربي الإسلامي ، فبعد دخولهم الإسلام استعان بهم قادة الغزوات عملا بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم حيث استعان النبي عليه الصلاة والسلام برجل يدعى مذكور من بني عذرة في غزوة دومة الجندل (المغازي للواقدي 1984م ج1 ص403)
وكذلك عندما توجه القائد عمرو بن العاص إلى بلاد الشام استعان بهذه القبائل المتاخمة لحدود الشام وجميعها ذات جذور قحطانية فكانت هي أول من دخلت فلسطين وسيناء ، ومن هذه القبائل قبيلة بني كلب بن وبرة ، فكان منها بطون عامر التي سمي المرج باسمها مرج بن عامر (فلسطين ، بيان الحوت 1991م ص70-71)
ونسبتهم إلى بنو عامر بن عوف بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة، بطن عظيم (جمهرة أنساب العرب لابن حزم ، مصدر الكتاب موقع الوراق ،1/186) ويوجد وفي المرج مقام (ضريح) يقال أنه للصحابي دحية ابن عامر الكلبي الذي بعثه
رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولا إلى قيصر الروم ليدعوه إلى الإسلام .
ونسبه هو دحية بن خليفة بن فروة بن فضالة بن زيد بن امرئ القيس بن عامر بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة الكلبي (الأنساب للسمعاني ، موقع يعسوب 5/85)
أما بني عامر الدوسية ، فلم يكن لها وجود في فلسطين إلا بعد القرن الثامن الميلادي ، ولكن مرج بن عامر كان معروفا قبل ذلك ، بنحو 200 عام ، حيث كان هذا المرج معروفا باسم مرج عامر منذ عام 640م
ولذلك لا يمكن الحديث عن علاقة بني عامر الدوسية (ذرية الصحابي أبو هريرة الدوسي رضي الله عنه ) والذي توفي في نهاية القرن السابع الميلادي ، وبعده بنحو 74سنة من وفاته انهزم الأمويين على يد العباسيين ، ففر معظم مؤيديهم إلى مصر والبعض الآخر لجأ إلى عمق الصحاري والجبال والبعض الآخر ركب البحر إلى المغرب العربي والأندلس ، وكان بنو أبو هريرة في دمشق معقل الأمويين وذكر هزيمتهم سنة 750م ابن عذاري في كتابه (البيان المُغرّب في أخبار الاندلس والمغرب ، مصدر الكتاب موقع الوراق 1/25)
وقد كان أبو هريرة(رضي الله عنه) ينتقل ما بين المدينة المنورة ودمشق في زمن معاوية بن أبي سفيان ، وذكر ابن حزم في جمهرة أنساب العرب أن أبو هريرة توفي في المدينة المنورة ، كما ذكر ابن منظور في مختصر تاريخ دمشق (7/219) أن محرر بن أبي هريرة توفي سنة 101هجرية /720م في المدينة المنورة وذلك في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز ، مما يؤكد تنقلهم بين المدينة ودمشق .
ومما يؤكد ذلك ما رواه المحرر بن أبي هريرة حيث قال: دخل علي أبي وأنا بالشام، فقربنا إليه عشاء عند غروب الشمس، فقال: عندكم سواك؟ قال: قلت: نعم، وما تصنع بالسواك هذه الساعة؟ قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا ينام ليلة ولا يبيت حتى يستن
(مختصر تاريخ دمشق ابن منظور 7/219).
أما ذرية أبو هريرة كانت في بني ثعلبة في القرن العاشر الميلادي ، زمن الأيوبيين وكانت جزء منها حتى القرن الثاني عشر الميلادي ، حيث سكنوا منطقة السويس ، وكان دخلوهم إلى فلسطين في القرن الرابع عشر الميلادي ، واستقروا في سواحل أسدود حتى جنوب يافا كبطون وفخاذ متعددة
ومن سكان سهل مرج ابن عامر قبائل التركمان منذ عهد الدولة السلجوقية (السلاجقة ) ، منذ القرن التاسع الميلادي ، كما نزلته قبائل أخرى مثل الشقران و أصلهم من المعبر الغساني الازدي، كانوا في القسطل من البلقاء، ثم انتقلوا سنة 1080ﻫ إلى مرج ابن عامر، وصار شيخهم أميرا على اللجون، وبعد موته نزل ولده الشيخ مصطفى في عرابة، ثم نزلوا في بلاد حارثة، واصطدموا هناك بالمشاقية، ثم اتفق شيخهم الشيخ جرار مع محمد آغا النمر، فقضوا على المشاقية والنزالية، وبقي الشيخ جرار في بلاد حارثة، ونزل ابو بكر الصالح في عرابة، وبعد ابي بكر صار ولده عبد الهادي شيخا، وهو جد آل عبد الهادي (تاريخ جبل نابلس لاحسان النمر ج 1 ص 131) " (معجم قبائل العرب ، مصدر الكتاب موقع يعسوب 2/601 )
وعشائر أخرى مثل العوادين وسعيدان وضبة وغرة وعلقمة ، وأما عشائر بني عامر الدوسية
لم تسكن في هذا السهل الداخلي ، بينما كانت عشائر قبيلة بني عامر الدوسية تسكن بالقرب من السواحل البحرية ، مثل ساحل خليج السويس ، وساحل البحر المتوسط بدءا من جنوب بحيرة البردويل شمال سيناء حتى مدينة أم خالد (نتانيا) شمال مدينة يافا .
لذلك لا علاقة اطلاقا بين تسمية مرج بن عامر ، باسم قبيلة بني عامر الدوسية ،لا من قريب ولا من بعيد .. هذا ولا يوجد أي دليل في موروث وثقافة عشائر بني عامر الدوسية ما يشير على أن لهم وجود مسبق في قرى مرج ابن عامر ..
وبالله التوفيق والسداد
وكتبه أخوكم الباحث / أسد الدين الصقري في14 سبتمبر 2011م /1432ﻫ

ليست هناك تعليقات