من عادات بني عامر بقلم: أسد الدين الصقري
من عادات وتقاليد بني عامر
بقلم: الباحث أسد الدين الصقري
1- في شهر رمضان :
كان الرجال يفطرون سويا في
"الديوان" الشق مع كبير العشيرة ، أو عند أحد زعماء الحي الذي يسكن فيه
مجموعة من عائلات وعشائر بني عامر ، حيث أن القبيلة لم تكن كلها في منطقة جغرافية
واحدة ، بل عبارة عن تجمعات تفصل بين كل تجمع مسافة معينة قد يصل بعضا ما بين 5
-13 كيلومتر ..
فكان لكل تجمع (حي) زعيم أو كبير له دور
في فض المنازعات ، وله شق يتسامرن فيه ، وعندما يقترب موعد الافطار يبدأ الرجال
بالتجمع في الشق وكل واحد منهم يحضر معه نوع معين من طعام بيته ، ويراقبون غياب
الشمس ولم يكن في ذلك الزمان ميكروفون ولا تيار كهربائي ، فعندما يرون غياب الشمس
يقول أحدهم " أوجبت " أي حان وقت الإفطار فيقوم المؤذن برفع الآذان ، ثم
يناولون الماء ، ويصلون صلاة المغرب ، ثم يجلسون على طعام الإفطار .وبعد ذلك
يحتسون القهوة ، ويتسامرون ويتحدثون لفترة طويلة من الليل ..
أما بقية البيوت فكانوا يتبادلون آنية
الطعام بينهم ، قبيل موعد الإفطار ، والجدير بالذكر هنا أن مساكنهم كانت قريبة من
السواحل وبعيدة عن المدن وبالتالي ليس قريبون للمساجد ، ولذلك كانوا يقيمون الصلاة
جماعة عند كبير الحي ..
أما صلاة الجمعة فكانوا يذهبون إلى
المساجد الموجودة في القرى الكبيرة أو المدن الأقرب لتجمعاتهم ..
2- الأعياد :
ففي عيد الفطر كان الرجال
الأقرب من ناحية الأب ، يتجمعون ويسيرون سويا لزيارة أرحامهم من منطقة إلى أخرى ،
ويبدؤون ذلك عقب صلاة العيد والتي تكون في الغالب بعيدة عن تجمعاتهم ، أنا صلة
الرحم البعيدة فكانوا يذهبون إليها على ظهور الإبل أو الخيول ، فيعايدون صلة رحمهم
..
أما ليالي العيد وخاصة في أوقات المساء
كان الشبان ينشدون القصيد والدحية ، ويعزفون على الربابة ، ويقيمون الدبكة أيضا
ويكون ذلك في الساحة المقابلة للحي وتخرج النسوة يجلسن أمام بيوتهن يراقبن هذا
الاحتفال عن بعد ، ولا يسمحون للأغراب بمشاركتهم هذا الحفل الخاص ، وتستمر طيلة
ليالي العيد ، وفي ساعات العصر يقيمون سباق الهجن والخيول ، ويرفعون رايات بيضاء
من قماش جديد على بيوتهم في صباح أول يوم في الأعياد ..
في عيد الأضحى :وبعد الصلاة مباشرة ، يذهب
كل منهم إلى بيته ويذبح أضحيته ثم يقسمها ثلاثة أقسام ، ويبدأ الرجال بتوزيع
اللحوم أولا على الفقراء وميسورو الحال من الأقربون والجيران ، ثم يهدون صلة الرحم
والأصدقاء ، ويزورون أرحامهم ويعتبرون صلة الرحم من أول الضروريات والمهمات التي
يجب القيام بها ، كما يقيمون الاحتفالات كما في عيد الفطر .
ومن عاداتهم الخاصة أثناء ذبح الأضحية
يحرصون على أن يذبحونها في مقدمة البيت لا خلفه ، وألا يلوحون بالسكين أمام
الأضحية ، وكذلك عدم طهي الطعام إلا في مقدمة البيت (أمامه) ..
3- الزواج :
حرص أبناء القبيلة كلهم وفي
جميع مناطق تواجدهم ، على أن يتزوج ابن العم ابنة عمه ، وله الحق في أن ينزلها من
الهودج يوم زفافها بالقوة ، وإذا لم يكن لها ابن عم فمن نفس العائلة ، وان لم يكن
من العائلة فمن بطون وعشائر القبيلة ، فأما تزويج القبائل الأخرى ، فكان ممنوعا
البتة ، هذا ما كان سابقا وأما اليوم وان بقي له بعض الأثر إلا أن هذه العادة قد
أخذت تتلاشى ..
فمن عاداتهم في الزواج ألا يتزوجون بين
العيدين ويعتبرون ذلك غير موفقا ويقد يكون زواجا فاشلا ..
ومما ذكر حول طريقة الزواج فكان العريس لا
يرى عروسه ، وربما هي أيضا لم تعلم إلا يوم تجهيزها ، وكان العريس يأخذ العروس من
بيتها في هودج على ظهر الجمل ، ويودعها أبوها أو أخوها ، ولا يحضر ذويها طعام
الغداء أو وليمة الفرح ، وخاصة من رجال عشيرتها الأقربون مثل الأب أو الإخوة ، حتى
ولو كان العريس ابن عمها اللزم .
أما الاحتفال بيوم الزفاف فكان أهل العريس
يقيمون ليالي الدحية والدبكة وسباق الهجن ، كما كانوا يحملون العريس ويصفقون له
وينشدون هتافات جماعية له ويسمونها الزفة ، ويلوح الشبان بالسيوف في ساحة الاحتفال
، ويكون طعام أو وليمة العرس في ظهيرة يوم الزفاف نفسه ..
عادات وتقاليد متنوعة (قل واندثر معظمها)
1- التشاؤم عند سماع نعيق البوم وخاصة إذا
نعق فوق البيت ، فتقوم المرأة بضرب صفيحة أو حديدة لتخرج منها صوت ثلاثة مرات
وتتلو بعض الآيات القرآنية أو الأدعية مثل اللهم إنا نجعلك في نحورهم أو ما شابه .
2- التشاؤم من ملاقاة شخص يحمل إناءا
فارغا ، ويقولون أنه فال سيء ..
3- التشاؤم من العودة المفاجئة عندما يكون
الشخص قاصدا طريق معين فيحدث ظرف طارئ يعيده إلى البيت .
4- منع دخول اللحم النيئ على المرأة
النفاس ، حيث يعتقدون أن ذلك يضر بالطفل والأم على السواء .
بقلم: الباحث أسد الدين الصقري
التعليقات على الموضوع