أقدم القبائل استقراراً في فلسطين بقلم الباحث فايز أبو فردة - قبيلة بني عامر

أقدم القبائل استقراراً في فلسطين بقلم الباحث فايز أبو فردة


أقدم القبائل استقراراً في فلسطين (*)
بقلم الباحث والمؤرخ الأستاذ فايز أبو فردة العامري



يقول الواقدي في كتابه(فتوح الشام) ذاكراً الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه وقومه دوس الأزديين الذين شاركوا في فتوح الشام واستقروا في فلسطين، وتعرضوا لغزوات قراصنة الروم والقبط عبر البحر منذ فجر الإسلام، فقد أرسل ابن المقوقس بعد هزيمته وقدومه إلى الإسكندرية، مراكب وشحنها بالرجال وطلب منهم مهاجمة سواحل الشام، فنزلوا سواحل الرملة ورأوا نيران المسلمين الذين نزلوا تلك البلاد وكانت حلل دوس بني عم أبي هريرة رضي الله عنه، وصفحات الكتاب تتحدث عن الملالحة أحفاد أبي هريرة ونزولهم فلسطين، تثبت وجودهم وحقيقتهم رغم تخرصات الحاقدين الحاسدين الذين لا يعرفون أجدادهم من أين أتوا!!

ذكر فتوح إسكندرية
وعوّل خالد على المسير إلى إسكندرية.(1)
حدّثنا زياد بن أوس الطائي عن معمر بن الرشيد، قال: لما نزل خالد بعد رحيله عن مريوط، قال له عيونه: إنه لمّا انهزم ابن المقوقس وأتى الإسكندرية وبلغه فتح مصر صعب عليه، قال: وكانت إسكندرية عامرة كان فيها الخلق كثيراً والمراكب فأرسل مراكب وعمرها بالرجال وأمرهم أن يكبسوا سواحل بلاد الشام على المسلمين، فقالوا: سمعاً وطاعة ومضوا إلى ساحل الرملة فوجدوا بالليل نيراناً كثيرة فسألوا من كان خبيراً بالبلاد، فقالوا: هذه نيران المسلمين النازلين ههنا، فقالوا هذه حاجتنا التي جئنا في طلبها، فنزلوا وقصدوها وإذا بها حلل من حلل دوس بني عم أبي هريرة، وكان معهم طائفة من بجيلة، وفي جملتهم ضرار بن الأزور وهو مريض وأخته خولة معه تمرّضه، وكان أبو عبيدة أمرهم بالنزول هناك لأجل كثرة المرعى وهم آمنون مطمئنون من الروم وغيرهم، لأن دولة الروم قد انصرمت وأيامهم قد ولت، فما فطن القوم إلا وقد كبسهم القبط في حندس الليل ووضعوا فيهم السيف فقتلوا منهم رجالاً وأخذوا منهم أسارى ومن جملتهم ضرار وأخته خولة وأخذوا ما قدروا على حمله وأتوا بهم المراكب، وكان جملة من أسروه من الرجال والنساء والأولاد والعبيد ألف ومائة فوضعوهم في المراكب وأقلعوا بهم من ليلتهم وساروا طالبين إسكندرية.

وأقول: هذا دليل يبين أن قبيلة أبي هريرة(دوس) وأهله وأقاربه وسلالته هم من أقدم الجماعات والقبائل التي استقرت في بلاد فلسطين وخاصة منطقة السواحل يافا والرملة وغزة، وهذه ديار بني عامر- الملالحة منذ الفتح الإسلامي وحتى اليوم.
فديارهم في روبين وهيش يبنا وصقرير وبرقة وبشيت ووادي غزة وخان يونس ورفح.

قال ابن اسحق: وكان أبو عبيدة قد استوطن طبرية لكونها في وسط البلاد وهي قريبة من الأردن والشام والسواحل، وإن أبا هريرة قد أتى ليزور قومه في تلك الأيام ويسأل عن حال ضرار وكانوا يحبونه لشجاعته فأتى أبو هريرة ومعه حليف له من بني بجيلة، فأصبحا تلك الليلة في الحيّ وإذا بهم قد أخذهم القبط وبيوتهم مطروحة والرجال مقتولة وآثارهم منبوذة ووجدوا من الذين انهزموا أناساً مجروحين فسألوهم فقالوا: ما عندنا خبر حتى كبسنا قوم نصارى وما نعلم من أيّ الطوائف هم ولم نفق حتى وقعوا فينا بالسيوف فقتلوا ما ترون وأسروا الباقين وأخذوهم في مراكبهم.

فقال أبو هريرة رضي الله عنه: لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم، وساروا إلى ساحل البحر، فلم يروا لهم أثراً، فلما عولوا على الرجوع إذا بلوح من ألواح المراكب تلعب به الأمواج، وعليه شخص فوقفوا له حتى أقبل وخرج الرجل وإذا به أمير دوس وحيّان ابن عم أبي هريرة، فلما رآه ترجل له وعانقه وهنأه بالسلامة، وقال له: يا ابن عم ما وراءك؟ فقال: هجم العدو علينا ليلاً وأسرونا وساروا، فلما توسطنا البحر بعث الله بريح فغرقت مركبنا، وقد نجاني الله على هذا اللوح.
وأخبرهم أن من فعل ذلك قبط مصر.(2) وكانت وجهتهم إسكندرية.

وقد توجه ابن عم أبي هريرة لجمع من سلم من قومه، ولم ما تبقى لهم ومداواة الجرحى والمصابين، وتفقد المنهزمين.

وتوجه أبو هريرة إلى أبي عبيدة وأخبره فعل العدو بقومه، فكتب أبو عبيدة إلى عمرو ابن العاص في مصر يعلمه بذلك ويحذره صاحب إسكندرية. وأرسل بالكتاب زيد الخيل، فلما وصل الكتاب أمر عمرو بن العاص خالد بن الوليد يحثه بالمسير إلى إسكندرية.
أما ابن المقوقس فقد أرسل الأسرى إلى دير الزجاج.(3)

فتتبعهم خالد، ومن خلال عيونه وجد رجلاً مسجوناً في أحد الأديرة في مصر فخلصه من أسره.(4)

وقد لقي خالد أسرى دوس ومن معهم بيد جيش ابن المقوقس متوجها بهم إلى أحد الأديرة، فخلصهم منهم وقضى على جيش القبط ومن هناك توجهوا طالبين إسكندرية.(5)


بحث نشر بتاريخ 15/11/2013م على صفحة قبيلة بني عامر على الفيسبوك

ليست هناك تعليقات