حكايات عامرية - حكاية العوامرة والجمل وحليب الشولي

حكايات عامرية

حكاية العوامرة والجمل وحليب الشولي

بقلم: الباحث أسد الدين الصقري

يقول لي أحد الرواة من شيوخ بني عامر قصة توارثها عن أجداده ، أن قافلة من  العوامرة صادفوا في طريقهم عبر صحراء سيناء قوماً من قبائل العرب كان لديهم جملاً يكاد يموت من التعب وشدة العطش وقد رقد على التراب بلا حراك ، قال فاستنجدوا بالقافلة فأناخ العامريون إبلهم وسألهم أحدهم قائلاً أظنه ظمآن ألم يكن سفركم طويلاً أجاب القوم نعم لقد قطعنا شهراً وبضعة أيام ، فقال العامري أظنه لم يشرب منذ شهرين كاملين ، فقال حسناً نحن لا نملك من الماء سوى قليل في قربنا ، ولكن لدي فكرة فقام بحلب النوق جميعها وقدمها ليشرب الجمل ، وبعد أن شرب الجمل نهض من مناخه واقفاً وفرح القوم بذلك وشكروا العوامرة وودع كل منهما الآخر ، وبعد هذه القصة بثلاثة أشهر اختلف هجانة من بني عامر مع هجانة من الصعيد على عدد حمولتهم أيام حفر القناة ، فجاء رجال وسمعوا الجدال فقال أحدهم القصيد التالي :

أولاد عامر صادقين الــــــــقولي         إرووا جملنا من حليب الــــــــشولي

اذعن للهرج ولا تزود كلامي        ولف رسنك وأكسب مني سلامي

وفعلاً تم كلام العوامرة ونفذ فسأل أحدهم عن هذا القصيد فتحدث الرجال عن تلك القصة ورواها كذلك ، فحاولت عندما سمعت هذه الرواية بالبحث عن معنى كلمة الشولي ، فوجدتها في القاموس تعني الخفيف والسريع وشولت الناقة أي قل لبنها والظاهر أن المعنى يدل على أن حليب النوق قد قلت بفعل أرواء الجمل وسد حاجته من العطش ، بيد أن هذه العملية تتطلب الخفة والسرعة في العمل من أجل إنقاذ الجمل ، كما أنني أتوقع أن يكون تاريخ هذه الرواية أو القصة هو تاريخ حفر قناة السويس والذي كان في منتصف القرن التاسع عشر تقريباً أي عام 1860م .