حكاية عامرية - حكاية علي أبو علوان مع الشاعر سليمان أبي عسيلة
حكاية عامرية
حكاية علي أبو علوان مع الشاعر سليمان أبي
عسيلة (*)
حكاية رجل عامري اسمه علي أبو علوان , أراد أن يختن
أطفاله , فذبح لكل واحد خروفاً , وأحضر بعض الحلوى والتمور والملابس الجديدة ,
فبينما هو عائد إلى بيته شاهد جزارين يحملون إلى المدينة جملاً كان في سباق فوقع
وكسرت ساقة . وقد اشتروه من صاحبه بثمن بخس ليبيعوه في مجزرة المدينة , فأعطاهم
أبو علوان ربحاً وعاد بالجمل إلى مضارب قبيلة بني عامر , وقال : " أريد أن
يأكل الناس لحماً صرفاً " , ولكنه غفل عن إكرام الشاعر سليمان أبي عُسيلة أو
تعمد ذلك , فسار الشاعر إلى دحية مقامة عند قبيلة أخرى وأنشد (من فن البدع) :
زَغِـــــــــــــرْتِـــــــــــــــــيْ
يـــــــــــــــــا عِـــــــــبْـدِيِّــــــــــةْ الله يَلْعَنْهـــــــــــا مِــــــــــنْ
بَيْعِــــــــــــــــــــــةْ(1)
جَابَنّـــــــــــــَا
زغــــــــاريتْ جَنــَادِيْ واحْنَا مِنْ غَرْبَ الشِرِّيْعِةْ(2)
ويــــــــا عـــــــــــــــليَّ
أبــــــــــو عَـــــــــــــلْوانْ مــــــوْفَيّ فَــــــــــرْحَه بِـــــــــوْقَيْعِــــــــــةْ(3)
ويــــــــا عـــــــــــــــليَّ
أبــــــــــو عَـــــــــــــلْوانْ وما هي في الْـــبَدُوْ طِبـــــِيْعِةْ(4)
كَلْتُـــــــوا مَعَـــاشَ
الْبَوَاهِشْ خَلّيتُوا الضَّبْعَةْ بالضّيعةْ(5)
فعارضه
شاعر آخر بقوله :
لــِـيْشِ تْـــــفَشِّل
في الـــرَّجَّـــالْ وِاحْـــــنَا بــــــــنَّشِّلْ في جَــــــــــــــالَهْ(6)
يــــــــا بــــــــاطِيْةَ
أبُــــــــــو عـــــــــــــلْوانْ تَنْضَحْ
زَيْ عيْوُنَ الشّلّالَةْ(7)
عَلِيْــهـــا مِنْ دِهْنِ
زْرَيْــقَانْ الــــــــلي تَـــــــدَرْبَى مِنْ حَــــــالَــــــــــهْ(8)
فرد شاعر
على سليمان أبي عسيلة :
لَـــــــيْش تْذِّمَ
أبــــــــــو عَـــــــــــــلْوانْ بَالجُّــــــــودِ رْجَالَــــــــــــــــهْ
قِلِيْلِــــــــةْ(9)
الـــــــحــــــينِ
تْــــــــــعَرِّسْ وِتْــــــفَرَّحْ
ونْشوفَكْ يا وَلْد عْسِيْلِةْ(10)
وإنْ كانِ تْسَوِّي زَيْ
عِــــــليْ نــــاوِيْ لَــــــشْنُوبِــــيْ تَـــــــــنْزِيْلِـــةْ(11)
...............................
(*) المصدر : كتاب ( فنون الأدب والطرب عند قبائل العرب )
لكاتبه سادن التراث الأستاذ عبد الكريم عيد الحشاش العامري , المطبعة العلمية ,
دمشق , 1986م , ص39 -41 .
(1) زغرتي : زغردي , المعنى : زغردي يا عبدية ولعن الله تلك
البيعة (ويقصد ابتياع البعير النافق )
(2) جابنا : أتين
بنا . زغاريت : زغاريد . جنادي : زوجة صاحب الحفل . واحنا : ونحن . الشريعة : عين
الماء في قضاء بئر السبع . المعنى : سمعنا زغاريد جنادي فحضرنا للحفل ونحن سائرون
غرب وادي الشريعة طمعا في اللعب والوليمة .
(3) موفي : مكمل . وقيعة : جمل قد وقع ولم يذبح وأكله
مكروه بل محرم على المسلم . يا : النداء والمنادى محذوف تقديره يا ناس . المعنى : فوجدنا أن فلاناَ صاحب الحفل قد
أكمل وليمته بجمل نافق لبخله وشحه .
(4) المعنى : إن هذا الصنيع ليس من طبائع البدو
المشهورين بالكرم .
(5) كلتوا : أكلتم . معاش : طعام . البواهش : الوحوش .
خليتوا : تركتم . بالضيعة : بالجوع . المعنى : أكلتم نصيب الوحوش التي تتنظر
الوقائع وتركتم الضبعة وجراءها بالجوع .
(6) ليش : لأي شيء . تفشل : تذم . واحنا : ونحن . ننشل :
نرفع من قدره . في جاله : في حقه . المعنى : لأي شيء تذم الرجل ونحن نرفع من قدره
.
(7) المعنى :
إن جفنة أبو علوان تنضح دهناً وسمناً مثل تدفق ماء عيون الشّلالة المعروفة بغزارة
مائها .
(8) المعنى : ثم ينكص هذا الشاعر ويقول : إن هذا الدهن
المتدفق لم يكن سوى جثة بعير نفق بمفرده دون ذبح .
(9) المعنى : لماذا تذم أبا علوان , إنه رجل جواد
وأمثاله قلّة من الرجال .
(10) المعنى : الآن نرى همتك وصنيعتك عندما تكون عندك مناسبة
عرس أو فرح .
(11) المعنى :
وإذا فعلت مثلما فعل علي سأحلق شاربي .
التعليقات على الموضوع