عربان روبين والمقام بقلم المؤرخ فايز أبو فردة العامري
عـربان روبـين والـمقام
بقلم المؤرخ : فايز أبو فردة العامري
هذه نبذة مختصرة حول عربان روبين الملالحة
(بني عامر) ومن جاورهم من العائلات.
قرية النبي روبين والمقام
يقع المقام على الضفة اليسرى لنهر روبين
قبيل مصبه في البحر بحوالي كيلين. ويبعد النبي روبين عن بلدة يبنى في الشمال
الغربي منها بمسافة 9 أكيال.
ومصب النهر يبعد عن يافا مسافة 14 كيلاً.
عرف الكنعانيون نهر روبين باسم نهر بعل
إله الخصب عندهم.(1)
وعند المقام يقام موسم احتفالي ديني تجاري
ثقافي، يدوم أكثر من شهر من صيف كلّ عام، يؤمه خلق كثير من كلّ البلاد.
يعد وادي الصرار الذي يأتي بالمياه من
جبال القدس وبيت لحم الغربية أهم روافد روبين.
يخترق النهر قبيل وصوله إلى البحر كثباناً
رملية (برص) تكثر بها المياه على ضفافه، وتتفجر بعض الينابيع والمواصي، وقد زرعت
المنطقة بالكروم والخضار والحمضيات. وعلى ضفاف النهر تنبت الشجيرات والأعشاب التي
تعد مرعى للمواشي وخاصة الأغنام (الماعز).
وقد استوطن هذه المنطقة الكثير من القبائل
كان أقدمهم (قبيلة بني عامر) الملالحة ؛ فقد أوردت سجلات المحكمة الشرعية في يافا
اسماً للشيخ سليمان أبو شعلة وللشيخ سلامة أبو رخية من سكان روبين في مطلع القرن
التاسع عشر الميلادي.
وجاور (بني عامر) الملالحة في وقت لاحق
عائلات من السواركة والمصريين والقلاعية والقرى المجاورة وغيرهم.
وتذكر (قبيلة بني عامر) الملالحة أن منطقة
النبي روبين ورمال يبنى وساحلها وسكرير هي تلك الأراضي التي أقطعت لأجدادهم زمن
المماليك.
ويرد في الموسوعة الفلسطينية أن عرب النبي
روبين يعودون في أصولهم إلى عرب أبو سويرح.(2)
ومن سكان روبين والحلوة في الشمال آل أبو
الحن وهم سلّام أبو الحن وابنه عواد وعبد ربه أبو الحن وأحمد أبو عطا وجابر الأشهب
وهم من قبيلة (بني عامر) الملالحة. ويجاورهم عاصي شتية.
وسلمان بن عبد ربه أبو الحن ونوفل بن عبد
ربه وسلامة بن عبد ربه ومحمد بن أحمد أبو عطا. وآل أبو رْبيِّع أبناء أبو داود.
وسالم أبو عدوان وآل الأشهب. وكانت بيوتهم في الغرب من المقام.
وأشهر عائلات الملالحة (بني
عامر) التي كانت تقيم في النبي روبين:
1-أبو الحن وقد ذكرنا شخصياتهم وكبارهم.
2-أبو عطا
3-الأشهب منهم جابر وابنه سالم. وعبد الله
الأشهب وفرج الله الأشهب وسلامة الأشهب.
4-أبو شعلة منهم نصر أبو شعلة.
5-أبو رخية منهم سلمان أبو رخية وابنه
سليمان .والحاج سليم أبو رخية.
6-أبو مخدة
7-قرمان
8-البلبيسي
9-أبو عدوان
10-أبو رْبيِّع منهم هريري أبو رْبيِّع
وابنه سليمان.
11-أبو خيط لهم علاقة بآل الأشهب.
12-أبو رجل
13-النجرة منهم سليمان النجرة.
14-العقرب.
15-أبو قشلان (القشالين).
16-مساعد درويش.
17-أبو كاش.
18-أبو جليلة لهم علاقة بالرخاوين.
19-الدباس منهم علي الدباس ونصر الدباس
وحسن الدباس.
ومن السواركة:
1-أبو غنايم
2-العر
3-الهِقِّي
4-الغداوين
5-أبو مسمح
وهناك عائلات من قرى فلسطين:
1-الشعافي
2-آل شحادة ولهم علاقة بعائلة أبو مخدة.
3-لهلوب وهم أقارب الشيخ شحادة الذي كان
خادماً للمقام.
4-آل المغربي منهم أحمد المغربي وصبري
المغربي وهم من المغرب.
5-آل الصليبي منهم محمد الصليبي وابنه
توفيق الصليبي.
6-آل قطيفان
7-أبو طافش
وكان مختار روبين أبو مشعل وهو مصري دخل
في السواركة.
ثم أصبح المختار أبو مسمح وهم من الزيود
من السواركة.(1)
موسم النبي روبين:
تقع قرية النبي روبين على بُعد 14 كم غرب
الرملة و15 كم جنوب يافا. وتقع على الضفة الجنوبية لنهر روبين، الذي يسمى أيضاً
وادي الصرار وسيل سوريك، ويصب في البحر الأبيض المتوسط جنوب يافا. وغالبية أراضيها
كانت تأخذ أشكال الكثبان الرملية، وتبلغ مساحتها حوالي 31 ألف دونم.
وكانت القرية مركزاً تجارياً للعرب
وللصليبيين، وأقيم فيها سنة 1184 م موسمٌ تجاريٌ يقبل عليه تجار الشام ويحضرون
معهم العبيد، ويتبادلون بالبيع والشراء الخيل الفارسية والكردية والأسلحة اليمنية
والهندية. واستمرت المواسم التجارية إلى سنة 1200م عندما بدأت الحملات الصليبية.
وفي القرية مقام سيدنا روبين ابن سيدنا
يعقوب عليهما السلام. أما بناء المسجد والمقام ففيه أقوال عديدة. وتذكر بعض
المراجع أن الشيخ شهاب الدين بن أرسلان بنى المقام سنة 844هـ بينما تفيد مراجع
أخرى أن حاكم القدس المملوكي تمراز المؤيدي هو الذي بنى المسجد والمقام في أوائل
القرن الخامس عشر الميلادي (بين 1436 م و 1437م). وقد كتب عنه القاضي مجير الدين
سنة 1495م: "أنّه قبر سيدنا روبين". أما وليد الخالدي فيشير أن المقام
بني على أرض أقيم عليها معبد كنعاني، وأن المواسم الاحتفالية في النبي روبين يعود
تاريخها إلى الكنعانيين. ومنذ القرن السابع عشر الميلادي، كان يؤم المقام سكان
يافا واللد والرملة والقرى المحيطة بها صيفاً (في آب وأيلول) من كل سنة، حيث
تُنْصَبُ الخيام والمعرشات ويزورون المقام ويؤدون الصلاة في المسجد الملاصق له
صورة (9أ، 9ب).
وتقوم إدارة الأوقاف بتأمين الماء اللازم.
كما أن الموسم كان فرصة للسقائين لنقل الماء للزائرين وبيعه لهم. و كانت تقام
المسارح والأراجيح وسباقات الخيل إضافة إلى نشاطات أدبية وفنية متعددة. وكانت تقام
حلقات المصارعة حيث يتقدم أحد المصارعين من إحدى القرى ويتحدّى المصارعين من القرى
الأخرى. ويعقد الحضور مراهنات على الفائز. وكان يحضر الموسم في بعض السنين شخصيات
سياسية وفنية وإعلامية. وكان الموسم فرصة لبعض العائلات للاجتماع للزفاف والطهور
وحلاقة شعر الأولاد لأول مرة. ويقوم بعض الباعة ببيع حلاوة صلبة نوعاً ما، بيضاء
اللون وطيبة الطعم.
ولعل موسم النبي روبين كان قد بدأ بنمط
آخر في القرن الثالث عشر الميلادي خلال فترة حكم المماليك الذين أقاموا جامعاً
ونقاط مراقبة متعددة على طوال الساحل خوفاً من تجدد الحملات الصليبية.
وكان يصل عدد من يؤم الموسم سنوياً إلى
ثلاثين ألفاً. لكن هذا "الكرنفال" السنوي أقلق الإنجليز فقاموا بمنعه
ابتداءاً من سنة 1936 – 1939م حيث فرضوا حظراً على مثل هذه التجمعات خوفاً من أن
تتحول إلى نشاطات مقاومة للانتداب.
وبلغ عدد سكان روبين بما فيهم عرب النبي
روبين 1647 نسمة وذلك في سنة 1948م. وكان أول من سكن القرية هم أفراد قبيلة
السوارحة في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، وتعود أصول هؤلاء إلى قبيلة (بني
عامر) الملالحة البدوية من سيناء. وقد تم تشريد سكان القرية على أيدي عصابات
الهاغاناة خلال عملية أسموها عملية البرق التي فشلت في مرحلتها الأولى في أيار من سنة
1948م، وفي المرحلة الثانية من العملية استطاع الصهاينة طرد سكان القرية ما عدا
بعض الرجال الذين أصروا على البقاء لحين جني محصول البرتقال، إلا أنه تم تطهير
القرية كلياً في 24 آب قتل خلالها عشرة من السكان الفلسطينيين.
أما المَقام فقد أصبح مهجورا وقل الاهتمام
به، وتم هدم المئذنة سنة 1991م واقتلاع كافة أشجار التوت التي بلغ عمر الواحدة
منها عدة قرون!
ثم حول اليهود المقام إلى موقع مقدس، ولم
تعد الستارة الخضراء التي كتب عليها (لا إله إلا الله، روبين نبي الله) موجودة،
ووضعوا مكانها ستارة حمراء كتب عليها (روبين، أنت أول أولادي وانت بداية قوتي)!!
تاريخ الاحتلال الصهيوني: 1 حزيران، 1948
م.
البعد من مركز المحافظة: 14 كم غرب الرملة
.
متوسط الارتفاع: 25 متر .
العملية العسكرية التي نفذت ضد البلدة:
براق (المرحلة الثانية).
الكتيبة المنفذة لللعملية العسكرية:
جفعاتي
التعداد السكاني: 1945 م 1,420 نسمة
1948 1,647 نسمة
تقدير لتعداد اللاجئين في 1998 م : 10,116
نسمة
نبذة تاريخية عن سكان البلدة : أراضي
النبي روبين "عرب النبي روبين " الذين يعودون بأصولهم إلى عرب الملالحة.
تملك القرية أراض مساحتها 31002
دونمات.(1)
تبعد عن يافا 15كيلا.
وجميع أراضيها وقف إسلامي.ويقيم في
أراضيها عرب النبي روبين، وهم بأصلهم يعودون إلى عرب الملالحة (بني عامر) .(2)
ومن معالم المنطقة:
1-المقام
2-تل السلطان في الجنوب الشرقي من المقام.
3-عين المالحة قرب المصب.
4-تل يونس في الشمال من المصب.
وروبين كاسم هو ابن النبي يعقوب عليه
السلام، عاش في القرن السابع عشر قبل الميلاد.
وتشتهر المنطقة بموسمها المعروف في أشهر
الصيف اللاهبة.
يقول يوري أفنيري:
كانت مملوكة للحكومة التركية، أقيم عليها
كيبوتس (بالماهيم) عام 1949م.(3)
كان يسكنها الملالحة (بني عامر) مثل أبو شعلة وأبو رخية والأشهب وأبو الحن وأبو
عطا وقرمان والبلبيسي والعداوين وأبو رجل وأبو مخدة والنجرة وغيرهم.
وإلى الغرب من المقام وقريباً من ساحل
البحر:
1-منطقة الدّبّة
2-عين العويجي
3-الحلوة، وهي منطقة مواصي وفيها كثير من
المياه الجوفية القريبة من السطح.
4-الضبعة.(4)
ويقال بأن الذي قام ببناء المقام الولي
الصوفي شهاب الدين ابن أرسلان الرملي عام 1372م.
ومن العائلات الأخرى التي كانت تسكن
المنطقة:
آل الشعافي والمغربي والصليبي وغيرهم.
ومن عائلات السواركة في روبين:
العر والهقي وأبو مسامح وسليم سالم.
ابن مسمح-الحمراوي-أبو سردانة.(5)
وبني مسجد ملاصق للمقام كانت له مئذنة
عالية، هدم الصهاينة المسجد والمئذنة عام 1993م.
كانت القرية تقع على الضفة الجنوبية لنهر
روبين، وتبعد 3 كلم عن البحر الأبيض المتوسط. وكان لها أهمية عظمى لدى
الفلسطينيين، لأن فيها مقام النبي روبين الذي كان يُجلّ إجلالاً عظيماً بموسم
سنوي، تقام فيه احتفالات إسلامية وشعبية. ففي التراث اليهودي، كان روبين (رأوبين)
بكر يعقوب من زوجته ليئة (التكوين 29: 32). ولم يكن من غير المألوف عند المسلمين
الفلسطينيين أن يجلّوا أمثاله من أنبياء العهد القديم ببناء المقامات لهم؛ فقد بنوا
مقاماً للنبي موسى - جنوبي أريحا، غير بعيد عن الموضع الذي روي أنه دفن فيه. ومن
المعتقد أن مقام النبي روبين أُقيم في موضع هيكل كنعاني، وأن الموسم نفسه يعود
تاريخياً إلى أصل وثني قديم.
وأقول: هذه المقامات كان يقيمها الصوقية
في العصور الإسلامية المختلفة لإحياء ذكرى نبي أو ولي أو صالح، وليس بالضرورة أن
يكون مدفوناً فيها، ولربط الناس بدينهم ومعتقداتهم وتذكيرهم بتضحيات من سبقوهم من
معتقدين.
كان الموسم يدوم من تموز/يوليو إلى
أيلول/سبتمبر، وكان أحد أكبر موسمين لنبيين من أنبياء العهد القديم. أما الموسم
الآخر فكان موسم النبي موسى. وكان الناس يتوافدون إلى المقام من يافا واللد
والرملة، ومن قرى المنطقة. وكانوا ينشدون الأناشيد الدينية والدنيوية/الشعبية،
ويرقصون الدبكة، ويقيمون الأذكار، ويشاهدون سباقات الخيل والألعاب السحرية،
ويستمعون إلى الوعاظ أو إلى الزجالة. وكان المشاركون في هذه الأنشطة يقيمون في
خيام يضربونها حول الموقع، وتقدّم لهم المرطبات من مقاه ومطاعم مؤقتة. وكانوا
يشترون البضائع من أكشاك تقام لهذه الغاية.
كان سكان المنطقة نفسها من قبيلة أبو
سويرح، المتحدرة من بدو الملالحة (بني عامر) الذين كانوا يعيشون في سيناء. وكانت
مساحة أرض القرية المغطاة في معظمها بكثبان الرمل، ثاني أكبر مساحات القرى بعد
يبنة في ذلك القضاء، وكانت تعدّ من جملة الأوقاف الإسلامية. وكان بعض منازلها،
المبعثرة في أرجاء الموقع من دون أية نواة يستبينها الناظر، مشيّداً داخل بساتين
الفاكهة. وقد بني بعض المتاجر ودار للسينما في جوار المقام. وكانت القرية تتزود
المياه من عدة آبار وينابيع. وكان سكانها في معظمهم من المسلمين. كما بُنيت فيها
مدرسة ابتدائية للبنين في سنة 1946 م، كان يؤمها 56 تلميذاً في أواسط الأربعينات.
كان سكان القرية يعملون في الزراعة وتربية
المواشي، ويبيعون الطعام للزوار أيام الموسم. وكانت الحبوب أهم مزروعاتهم، تليها
الحمضيات وغيرها من الفاكهة كالتين والعنب. في 1944/1945، كان ما مجموعه 683
دونماً مخصصاً للحمضيات والموز، و4357 دونماً للحبوب، و184 دونماً مروياً أو
مستخدماً للبساتين. وكانت أشجار الكينا والأزدرخت (الزنزلخت) تنبت على ضفة النهر،
وتغطي رقعة كبيرة من أراضي القرية. وفي أقصى الطرف الجنوبي الغربي من أرض القرية،
كانت تنتصب منارة روبين المبنية على أطلال مرفأ يبنة القديم (الذي كان يسمى
يامنيتاروم بورتوس-Iamnitarum
Portus ؟ أيام الرومان). وقد كشفت
التنقيبات الحديثة هناك عن سور من الطين المرصوص، مربع الشكل على وجه الإجمال، طول
ضلعه 800 م، ويعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد.
وكتبه فايز أبو
فردة
البقعة في 9/2/1998م
التعليقات على الموضوع