الأجهزة اللاسلكية _ انطباعات من أجواء معركة غزة 2 للكاتب العامري عبدرالكريم الحشاش - قبيلة بني عامر

الأجهزة اللاسلكية _ انطباعات من أجواء معركة غزة 2 للكاتب العامري عبدرالكريم الحشاش



انطباعات من أجواء معركة غزة 2
للكاتب العامري عبد الكريم الحشاش


الأجهزة اللاسلكية

تشمل الأجهزة اللاسلكية الجوّال وهو الهاتف المحمول، والمخشير: وهو اسم عبري لجهاز يُتحدّث به عبر شبكة على تردد محدد بين مستخدميه، والسيناو: وهو جهاز لاسلكي صغير، والإنترنت: وهي الشبكة العنكبوتية بما تحوي من سكايبي وفيس بوك وتويتر وغوغل.
إنّ أجهزة الاتصالات اللاسلكيّة من الوسائل الخطيرة التي يستفيد منها العدو دائماً في معاركه لاغتيال الكوادر أو معرفة الأماكن التي يتمّ البثّ منها ونسفها، الكلّ يعرف هنا خطورة هذه الأجهزة، ولكنّ البعض يقول إنّها شرّ لا بدّ منه، ويعزى هذا التراخي إلى أنّ العرب بهم غرّة ولامبالاة، إنّ أصحاب مكاتب سيّارات الأجرة يستخدمونها للتواصل مع السائقين ومعرفة أماكنهم وإرشادهم لأماكن الطلبات، وقد قصفت أكثر من سيارة أجرة لأنّ السائق يتحدّث مع المكتب، وكم من مرّة قتل السائق والراكب، وسيارات الإسعاف تتواصل مع المستشفيات ومع المواطنين المستغيثين وتستخدم المخشير والجوال، إنّ طائرات الاستطلاع بدون طيّار ترصد كلّ المكالمات الصادرة والواردة وتحدد أماكنها بدقّة وتقوم بقصفها، وأحياناً تستدعي طائرة اف 16 لتدمّر البناء بالكامل على رؤوس ساكنيه، وكثيراً ما قتل مراسل قناة تلفزيونية أو إذاعة أو وكالة أنباء وهو يبثّ رسائله، إنّ طائرة الاستطلاع ترسل قنبلتها إلى الهاتف المحمول مباشرة، فتصيب الرأس إن كان المستهدف يتكلّم عبر الهاتف المحمول، أو تضرب وسطه إن كان يحمله في حزامه، ورمى أحدهم هاتفه بعيداً حين شعر بأنّه مستهدف، فلحقت القنبلة الجوال ونجا هو من الاغتيال، لقد سبب التحدث عبر المخشير فناء أسر بكاملها، إن كان أحد أولادهم يتحدّث في المخشير أو يكون المتحدّث عابر سبيل وقف بجوار البناء دون أن يشعر به أحد، ولكن الطائرة ترصده وتستهدف المكان وتدمّر البناء وأهله غافلون!
في معركة سابقة أكثر ما استهدف المتحدّثون بالهاتف المحمول، ولم يستهدف المتحدّثون بالسيناو أو المخشير، وفي المعركة التي بعدها استهدف المتحدّثون بالسيناو، وأهمل المتحدّثون بالمخشير، فظنّ البعض أنّ الرصد الإسرائيلي لا يرصد المتحدّثين بالمخشير، ولم يلاحق موجاته، وفي هذه المعركة أكثر ما استهدف المتحدّثون بالمخشير أو الهاتف الأرضي أو المستخدمون للإنترنت والشبكة العنكبوتيّة، وقد يرصد مكان البث دون أن تكون طائرة الاستطلاع تحلّق فوق المكان، قد يرصد من قبل القمر الصناعي أو من رصد الزوارق في عرض البحر أو من محطات رصد على الحدود خصوصاً أنّ المسافة لا تزيد عن عشر كيلومترات، وقد تسجّل كلّ المكالمات سواء في زمن الهدنة أو القتال، وقد يعرف المتكلّم من بصمة الصوت حتّى لو غيّر الشريحة أو الهاتف، كما يحدّد المكان بدقّة، والهواتف الحديثة ذات التقنية المتطوّرة أكثر خطورة من القديمة التي عفا عليها الزمن، كما أنّ العملاء يستخدمون الهواتف المحمولة للتخابر مع ضباط الاتصال ويحدّدون لهم الأهداف والأشخاص وأرقام الجوالات.
كتبت بتاريخ 5 نوفمبر، 2014