بالصور: فيضان وادي غزة حكاية ألم تتجدد - قبيلة بني عامر

بالصور: فيضان وادي غزة حكاية ألم تتجدد


بالصور: فيضان وادي غزة حكاية ألم تتجدد

التقرير يسلط الضوء على حادثة فيضان وادي غزة والأضرار التي يخلفها على منازل وممتلكات قاطني جانبي الوادي من قبيلة بني عامر (الملالحة) في كل عام ...



المغرافة – غزة - فلسطين


الخميس, 12 ديسمبر, 2013م
  
"اهرب لقد فاض الواد، والصليب الأحمر أبلغنا أن الاحتلال فتح 5 عبارات على الوادي" بهذه العبارة استقبل سكان وادي غزة بقرية المغراقة وسط قطاع غزة مراسل "فلسطين الآن" الذي تجول على ضفاف الوادي لينقل معاناة وآلام المواطنين.

سكان جانبي وادي غزة لم يفيقوا بعد من حجم الأضرار التي سببها لهم الاحتلال الصهيوني بفتحه عبارات وادي غزة شتاء كل عام، حيث يتشرد بسبب فيضان الوادي عشرات العائلات التي وتزهق أرواح مئات المواشي غرقا بمياه الوادي.

معاناة متشابهة


أهالي قرية المغراقة، وبالتحديد القاطنين على ضفتي واد غزة، تسبب فيضان الوادي خلال الأعوام المنصرمة بخراب كبير ومعاناة لجميع البيوت الموجودة في منطقة الحدث، حيث أنه لم يسلم أي بيت من السيول العارمة ، التي جرفت كل شيء، وألقت به في بحر غزة.

وبالعودة لأضرار الفيضان السابق أشار المختار فايز فرج الله، صاحب أحد البيوت المنكوبة، إلى أن فيضان العام المنصرم تسبب بتشريد نحو 400 مواطن، وقتل ما يزيد عن 600 من الماعز والخراف، وغرق عشرات البهائم والدواب.

وخلال تجول مراسل "فلسطين الآن" على حافتي وادي غزة، أكد المواطن محمد الملالحة على أن غالبية سكان الوادي أخلوا منازلهم وعيالهم ومواشيهم، منوها إلى أن جميع السكان يترقبون ما ستؤول إليه أمور الوادي.

وشدد على أن حكاية الألم والتنقل وسط البرد الشديد يعيشها سكان الوادي شتاء كل عام، الأمر الذي يكبدهم خسائر فادحة، ويعرض أرواحهم للخطر في كثير من الأحيان.

وفي ذات السياق أوضح المواطن اسماعيل الملالحة أنه وجميع أفراد أسرته المكونة من 5 أفراد انتقلوا خوفا من فيضان الوادي عند أحد أقاربهم، مؤكدا على ضرورة إيجاد حل جذري لمشكلة فيضان الوادي.

من جهته أخلى المواطن زاهر الملاحي أسرته المكونة من 8 أفراد، إضافة إلى 30 رأس من الغنم، من منطقة الوادي، حيث طالب جميع الجهات المعنية بضرورة إيجاد حل يضمن لهم السلامة، ويجنبهم الخسائر المادية التي يتكلفونها شتاء كل عام.

ونوه الملاحي إلى أنه فقد ما يزيد عن 30 رأس من الغنم خلال فيضان الوادي المنصرم، داعيا الله أن يجنبه وأسرته ويلات الفيضان المرتقب، والذي بدأ منسوب الوادي بالارتفاع بشكل كبير، موضحا أن الدفاع المدني أبلغهم باحتمال فيضان الوادي بشكل كبير.

وبين ترقب للفيضان وتخوف من الأضرار التي سيخلفها، يبقى سكان الوادي بين مطرقة عدو لا يرحم، وبين مياه تتزايد، وتخوف من قادم أصعب، حيث تسبب ارتفاع منسوب المياه إلى اغلاق الطريق الرئيسية الواصلة بين مخيم النصيرات ومدينة الزهراء.


مياه الوادي غطت جوانبه ودخلت منازل المواطنين

مخاوف من زيادة فيضان الوادي


المياه أغلقت الشارع الواصل بين المغراقة والزهراء والنصيرات


مشهد يتكرر في كل عام


الاحتلال يسهم في زيادة معدل المياه في الوادي بفعل فتحه لمضخات المياه من جانبه


ينتظر سكان المناطق المجاورة للوادي حلولاً جذرية لمشكلتهم السنوية


ونترككم مع باقي الصور:














 













<<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>>>


وهذا تقرير عن فيضان وادي غزة في سنوات سابقة بتاريخ  25 يناير 2010م يكشف حجم المعاناة المتكررة

المغراقة غزة- فلسطين
كشفت أشعة الشمس عن تشققات الطين في مجرى وادي غزة جنوب مدينة غزة ففاحت رائحة النتنة من الحيوانات النافقة.
في "عزبة الملالحة" كبرى المناطق المتضررة عادت أعمدة الدخان تتصاعد
من آنية متفحمة مع عودة أصحاب الأكواخ لمضاربهم وأطلال أكشاكهم .
معظم الأضرار تركزت في قطيع النعاج والأغنام النافقة قرب مجرى الوادي والتي تعود ملكيتها لعشيرة الملالحة بينما وصفت بقية المنازل التي هاجمتها المياه بأنها متضررة بشكل جزئي و"تحت السيطرة" .
أكواخ مهجورة
اعتاد سليمان الرش مقابلة ضيوف المكان من صبيحة اليوم التالي لفيضان وادي غزة .. رغبة البرش في عرض فاتورة خسارته وأمله في الحصول على تعويض تدفعه لتسهيل مهام الصحفيين ومندوبي المؤسسات الخيرية.
سلك سليمان طريقا ملتويا بين أكواخ القش والصفيح قبل أن يصل إلى سقيفة تظل عشرات النعاج النافقة والمنتفخة وقال: "هنا ماتت 130 نعجة كما ترى لي ولأخي ولابن عمي وذهبت مع المياه أكشاكنا وفراشنا".
وحاول سليمان ليلة الفيضان إنقاذ النعاج لكن منسوب المياه ازداد بشكل سريع ما أجبره على الهرب في حين رفعت النعاج رقابها لأعلى طلبا للنجاة بينما قفزت أخريات في مكانها عاجزة عن مقاومة الفيضان.
بعض النعاج انسحبت بشكل تكتيكي نحو الغرب, الفطرة دفعتها للسير في ذلك الاتجاه فنجت لتكون شاهدة على مأساة أخواتها.
وكتقليد موروث يصر "عرب الملالحة" على المكوث قرب مجرى وادي غزة كموقع متعارف عليه يوردون ويصدرون من خلاله قطيع الماشية كل يوم.
ولا يعني مكوثهم قرب مجرى الوادي أنهم جميعا لا يمتلكون مساكن أخرى فهناك عدد من الأسر تسكن في أطراف القرية وتحافظ على أكشاكها قرب مجرى الوادي.
قفز سليمان بخطوات رشيقة فوق كومة من النعاج النافقة التي انتفخت بطونها مضيفا: "تركتها هنا ليأتي كل صحفي ويصورها لتكون شاهد على أضرارنا" .
واضطر سليمان لهجرة كوخه في الوادي القابع على بعد 10 أمتار فقط من المجرى واللجوء لمدرسة الإيواء لكن جفاف المستنقعات المتبقية شجعه على العودة لمقامه الوحيد.
متأبطا كوفيته ومعطفه قال فايز الرش إنه فقد حجرتين ونعاجه التي تمثل مصدر رزقه الوحيد مضيفا: "عملي فقط تربية الأغنام فأنا درست في الجامعة وفي ليلة فيضان الوادي حاولت إنقاذها دون جدوى ففقدت 23 رأسا وأخي 36 والآخر 60 رأسا" .
 ومدّ فايز ذراعه نحو الوادي المنحسر حديثا ليؤكد أن عشيرة الملالحة تعتاش منذ عشرات السنين على الإبل والأغنام مضيفا: "لا أذكر نفسي خارج هذا المكان ولم يأت الوادي بهذه القوة من قبل".
ونفى فايز أن يكون له أي موقع للسكن سوى وادي غزة وقد بدا مقتنعا بأهمية العودة من ملجأه المؤقت في مدرسة القرية إلى الوادي.
كوب من الشاي
وقرب إحدى المستنقعات نصف الجافة انشغلت 3 صغيرات باللعب في الوحل بينما انهمك أحد الكلاب بنهش إحدى الدجاجات النافقة.
كل شيء في محيط مجرى الوادي ليس على ما يرام فكومة القش الضخمة التي تنقسم إلى أكواخ صغيرة يعلوها أكياس بلاستيكية ممزقة تفوح منها رائحة الجيف بشتى ألوان الطيف.
نعاج –أغنام-دجاج-نفقت وأبقى عليها أصحابها في مكانها لحسابات ما بعد الخسارة وكسب مزيد من ملاحظات الزوار وتسجيلاتهم.
تحولت الرشفة الأخيرة من كوب الشاي في يد فايز أبو مطوي إلى ذكرى لا تنسى فالمياه اجتاحت ماشيته وهو على وشك الانتهاء من شرب الشاي في الليلة المعهودة.
 وأضاف: "أسكن هنا من 41 عاما وكان الوادي يفيض تدريجيا وليس بهذه القوة فأتت المياه وقتلت ناقتي و7 رؤوس من الغنم وأتوقع ألا يتكرر فيضان الوادي كما حدث".
 وفي مشهد درامي سار أبو مطوي مادا ذراعيه تجاه ناقته النافقة حيث كان الحطب قد وارى نصفها العلوي احتراما لرحيلها الفجائي بينما أطلت بعض الجمال برقابها الملتوية من خلف أكوام القش.
وقطع المواطن أبو صالح حديث أبو مطوي راميا بتصريح سياسي خارج النص فأضاف:"تعرضنا لعدوان من صنع البشر فقد تحكم اليهود بمياه الوادي منذ زمن وقد تأقلمنا مع مجراه والآن نطالب بالعودة لأراضينا في الثمانية أربعين".
 ودوّل أبو صالح تصريحه حين طالب الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" بالتخلي عن منصبه إذا لم تعد الحلال والنعاج لأصحابها.
 وملخّص مأساة أبو صالح هذا أنه فقد 35 دجاجة حيث ابتلع ريقه مضيفا: "صحيح أنهن 35 دجاجة لكني جيراني فقدوا الكثير وما حدث لي ليس بالمهم بالنسبة لهم!".
وهرعت إحدى العجائز لمطالبة رئيس بلدية المغراقة يوسف أبو هويشل بالنظر في مصيبتها، مشيرة إلى أن المياه المتدفقة سحبت نعاجها نحو الغرب –تمد يدها- وإلى ما بقي من النعاج الميتة.
وقرب خيمة ناصرة الملالحة يدور حديث مطول من أبنائها عن تلك المياه التي جرفت كتب ابنتها في الثانوية العامة ومتاع الأسرة التي اضطرت للجوء إلى مدرسة القرية حتى تتدبر أمرها.
ممنوع منعا باتا !
يقبض الحاج خليل الملالحة على حبل عربته التي يجرها حمار معلنا أن ما حدث لبيته في الفيضان لا يمثل شيئا مقارنة مع صموده في الحرب على غزة .
وتقمّص الختيار خليل دور القائد فأَضاف:"ممنوع منعا باتا أن يقترب أحد لعربي-يقصد أقاربه- في الوادي فأنا أؤيد البلدية ورجال المدني-يقصد الدفاع المدني-الذين أسعفوني وأنقذوا الأطفال والنساء فأشكرهم" .
وعلى مدخل بيته قيد الإصلاح عدّل أبو غانم مختار آل فرج الله قبعته الصوفية التي حميت تحت أشعة الشمس , انهار جدار المنزل ونفقت 18 رأس غنم وأثاث البيت سافر للغرب مع تيار الوادي .
وتنقل أبو غانم بين أشجار الزيتون التي غرقت جذوعها في مياه الفيضان وسقيفة البيت آسفا على ما فقد حيث أتت المياه على أثاث البيت والفراش.
 واضطر أبو غانم للجوء إلى إخوته في ذات القرية ريثما يصلح ما أفسده الوادي من منزله ويعود سيرته الأولى إلى منزله القريب من وادي غزة .
ومضطرا يوزع رئيس بلدية المغراقة يوسف أبو هويشل الابتسامات على الملحّين بالسؤال طمعا في مزيد من التعويضات مضيفا:"قمنا بردم المستنقعات وإصلاح الطرق بمئة وخمسين شاحنة رمل كما أصلحنا شبكات المياه أما المؤسسات الخيرية فقدمت طرود غذائية والمساعدات الاغاثية والفراش والأغطية" .
وخاطب أبو هويشل أحد العاملين على عربة النظافة مطالبه بالتوجه إلى "عزبة الملالحة" لنقل النعاج النافقة وقذفهن في مجمع النفايات قبل أن تتحول المنطقة لمكرهة ضخمة .
وكشف أبو هويشل عن جهود بلديته في إحصاء المنازل المتضررة التي قسمت إلى 29 بشكل كلي و45 بشكل جزئي فيما مثّل موت المئات من رؤوس الماشية الخسارة الحقيقية للسكان في "عزبة الملالحة" .

ومن الصعب أن يهجر "عرب الملالحة" خيامهم وأكشاكهم قرب مجرى الوادي فمهنة الرعي وتقاليد العشيرة تجعل من تواجدهم هناك حاجة ملحة قد يبحثوا عنها في مكان مشابه إن فاض الوادي أو غاض على أي موقع حلوا فيه.


ليست هناك تعليقات