الاسير العامري سليمان عبيد عبد الله النجرة (الملالحة)
(الاسير العامري سليمان عبيد عبد الله النجرة (الملالحة
رحلة بطولة من المطاردة إلى السجن
لم يكن الأسير العامري
سليمان الملالحة سوى واحدا من الرعيل الأول الذي حمل العهد والرسالة وتمسك
بالراية, وعمل على إكمال المشوار في سبيل الله, عاش الملالحة مطاردا للاحتلال
وتنقل بين مصر والسودان, وعاد إلى ارض الوطن فاعتقلته قوات الاحتلال الصهيوني وما
زال يقبع خلف القضبان منذ ثمانية سنوات.
الميلاد والنشأة
ولد فارسنا الأسير سليمان
عبيد عبد الله النجرة (الملالحة) في عام 1974م في منطقة الحشاش شمال غرب محافظة
رفح لعائلة مجاهدة تعود جذورها لقبيلة بني عامر (الملالحة) وكانت تسكن عائلته منطقة
بئر السبع في ارض فلسطين المحتلة قبيل العام 1948م , وتتكون أسرته من 4 ذكور وأربع
بنات وترتيبه بينهم الرابع.
درس فارسنا الأسير البطل
سليمان المرحلة الابتدائية والإعدادية في المدارس الرسمية برفح وانتقل الى مدرسة
بئر السبع الثانوية في المرحلة الثانوية وتخرج من التوجيهي بمعدل مرتفع وقرر ان
يلتحق بالجامعة الإسلامية ودرس فصلين في قسم الصحافة والإعلام.
كان الأسير البطل سليمان
يحمل صفات مميزة منذ صغره وكان من أشبال مسجد أبو هريرة وتعلم القرآن والحديث
الشريف في حلقات العلم وكان يحافظ على الصلاة في مواقيتها والتحق كغيرة من الشباب
في حركة المقاومة الإسلامية حماس في بداية انتفاضة عام 1987م, وعند بداية التحاقه
عرف عنه الشجاعة والالتزام والتضحية والفداء والرجولة.
رجولته أهلته منذ صغره
وبقوة أن يلتحق بركب الأحرار وان يبحث له عن دور اكبر من سنه ، فالتحق بكتائب
الشهيد عز الدين القسام ،وكان مثال الجندي العابد الزاهد, معروف عنه تفانيه في
خدمة المجاهدين وكان لا يألوا جهدا في العمل ولا يتكاسل ولا يستخفون صغيرة, فتقدم
الصفوف وخاض مع إخوانه في كتائب القسام أقسى المعارك خلال الانتفاضة الأولى ضد
جنود الاحتلال.
سليمان المطارد
وبعد ان لاحظت قوات
الاحتلال الصهيوني نشاطه المتميز وضع سليمان تحت المراقبة الدقيقة من قبل جهاز
المخابرات الصهيونية (الشين بيت) لاعتقاله ونصبوا له كمينا بالقرب من منزله ،
وانقضوا على المنزل وقاموا بتفتيشه تفتيشا دقيقا الا انهم لم ينجحوا في اعتقاله ،
وخرج سليمان سالما ، وبدأت رحلة المطاردة لقوات الاحتلال وأصبح سليمان مطلوبا
رسميا لقوات الاحتلال منذ عام 1993م.
السفر للخارج
وبعد ان ازدادت ظاهرة
المطاردة ضد المجاهدين صدرت الاوامر لسليمان مع مجموعة من أصحابه الخروج من الوطن
الى السودان ، ونجح سليمان من عبور الحدود المصرية الفلسطينية ، ودخول مصر ومن ثم
الانتقال الى السودان والعيش فيها لمدة عامين.
العودة الى الوطن
الا ان الحنين الى ارض
الوطن لم يمنع سليمان بان يفكر بالعودة لكي يجاهد في فلسطين ، واعتبر قضية الخروج
إلى السودان مرحلة مؤقتة في حياته ، وفي عام 1995م عاد سليمان متخفيا الى ارض
الوطن وعند وصوله إلى المنطقة الحدودية ومحاولته الوصول إلى رفح اكتشفته قوة
عسكرية صهيونية ووقع اشتباك مسلح معها أدى إلى إصابة بعض أفرادها وانتهى الاشتباك
باعتقال سليمان بعد ما نفذت ذخيرته وبدأت مرحلة الاعتقال في سجون الاحتلال .
وبعد ان خاض سليمان
تحقيقا قاسيا في زنازين العدو, وصمد صمودا أسطوريا وتحمّل كل أساليب التعذيب
القذرة التي مارسها جنود الاحتلال النازيين وحكمت قوات الاحتلال الاسرائيلي عليه
بالسجن لمدة 9 سنوات وستة اشهر.
انتظار بفارغ الصبر
يقول والده الحاج (أبو
عبد الله 70عاما):" إننا ننتظر سليمان بفارغ الصبر, وأتمنى ان يخرج من
المعتقل كي افرح فيه, وكنت انظر الى الافراجات الأخيرة وانتظر ان يكون اسمه فيها
ولكن إجراءات الاحتلال خيبت أمالنا, وندعو الله ان يفك أسره وإخوانه وان يعيده
إلينا غانما سالما".
معنوياته عالية
وتقول والدته(ام عبد
الله):" لقد اشتقنا الى سليمان كثيرا, لقد قضى في سجون الاحتلال ثمانية سنوات
متواصلة وبقى له سنة وستة شهور ونحن ندعو الله ان يتم الإفراج عنه قريبا وأنا
أزوره بانتظام وهو في صحة جيدة ومعنويات عالية جدا".
ضغط وابتزاز
واستنكر شقيقه العبد
24عاما إجراءات الاحتلال الصهيوني بحق الأسرى وقال:" لقد كانت الإجراءات
الصهيونية في معظمها مسرحية والصهاينة يستخدمون الأسرى كورقة ابتزاز وضغط كي يتم
محاربة فصائل المقاومة ولكن هذا لا يحدث لان الشعب الفلسطيني شعب واحد ولا يمكن
تجزئه قضية الأسرى والتشدد في الإفراج عنهم لان ذلك سيزيد الشعب الفلسطيني إقبالا
على المقاومة حتى تحريرهم .
التعليقات على الموضوع