سادن التراث عبد الكريم عيد الحشاش العامري - قبيلة بني عامر

سادن التراث عبد الكريم عيد الحشاش العامري




سادن التراث عبد الكريم عيد الحشاش العامري



حديثنا اليوم عن علم من أعلام قبيلة بني عامر , وقامة من قامات الأدب العربي في القرن العشرين , هو:
الباحث و الشاعر والأديب والروائي الأستاذ القدير عبد الكريم عيد الحشاش العامري . وحديثنا يندرج في سياق الوفاء الذي لابد منه لرجالات بني عامر, فالأمم الراقية تعرف لرجالاتها ومبدعيها حقهم وقدرهم , وتنزلهم المكانة اللائقة بهم, وهذه كلمة مختصره هيهات أن تفي باحثنا القدير حقه .


السيرة الذاتية:
ولد عبد الكريم الحشاش العامري على أرض فلسطين المباركة في غزة سنة 1947م.
وغادر القطاع بعد سقوطه في عام 1967م , ليستقر في سوريا ويدرس الأدب العربي في جامعة دمشق , غادر القطاع محملاً مهموم الوطن وعاد إليه بعد عدة عقود محملا بتراثه الخالد .

مؤلفاته:
لُقِّبَ باحثنا بـ "سادن التراث" لاختصاصه بدراسة التراث الشعبي الفلسطيني , ولكنه جمع علوم شتى خلاف التراث يمكن أن يندرج ما كتب في ثلاثة محاور رئيسية هي:

أولاً - محور التراث:
وقد أغنى الحشاش هذا الجانب بعدة كتب رصينه وفي مقدمتها:


1-   كتاب ” فنون الأدب والطرب عند قبائل النقب ”
صدر عن المكتبة العلمية بدمشق عام 1986م .
و الباحث نحا فيه منحى المتقدمين من المؤلفين إلا أنه لم يوضع كتاب مثله في هذا الباب وقد بسط فيه القول وفصله في أقسام الشعر والطرب في موروث الشعر البدوي في منطقة بئر السبع , فكان فيه رائدا ومميزا , فالكتاب حصيلة جهد جبار , وبحث شامل , نفعه أيضا رسوخ قدم في اللغة العربية وآدابها لاسيما علم العروض , بالإضافة إلى أن الباحث من بيئة بدوية , جنبه الوقوع في أخطاء وقع فيها غيره من الباحثين في التراث من غير البدو , وهذا سر من أسرار نجاح كتب الحشاش وتميزها .

2-   كتاب ” الأسرة في المثل الشعبي الفلسطيني والعربي ”
 وفي هذا الكتاب أضاف فيه لبنة أخرى في صرح التراث الفلسطيني ليربطه بالتراث العربي القديم , وإن كان غيره قد كتب في هذا الباب إلا أن كتابه جاء مميزا عن غيره .

3-   كتاب ” قضاة العرف والعادة ”
صدر عن مكتبة الأقصى بدمشق 1991عام.
وهو كتاب رصين في تناوله للموضوع وفيه ربط بالتراث القضائي الإسلامي , وإستطاع الباحث أن يضيف جديدا في هذا الموضوع رغم ما سبقه العارف فيه حتى ظن البعض أنه الباحث المتفرد في هذا الباب , جاء الأستاذ الحشاش بمهج واضح مهد الطريق لغيره من الباحثين للكتابة على طريقته والنسج على منواله .

4-   كتاب ” عشائر وقبائل فلسطين ”
صدر عن مكتبة الأقصى بدمشق عام 2005م .
وفي هذا الكتاب إضافات جديدة في هذا الباب , وتحليلات تستحق التوقف عندها .

5- المشاركة في نشر ديوان " عنيز أبو سالم الترباني"

 ولباحثنا الحشاش  يد وفضل على الشعر البدوي تمثل من خلال جهده الجبار بالتعاون مع د. سلمان أبو عاذره في جمع وتفريغ وشرح وطباعة ونشر ديوان أمير الشعر البدوي المعاصر , عنيز أبو سالم الترباني , فكان بحق جهد يستحق كل تقدير وإحترام.

6- كتاب " معجم الألفاظ المحكية في البلاد العربية "
صدر عن مكتبة الأقصى بدمشق سنة 2007م وهو 304 من الصفحات .
7- كتاب الأمثال الليبية .


ثانياً - محور الأدب العربي:
 وهو مجال برع فيه الباحث ما يؤكد قوة صلته باللغة العربية وآدابها , فكتب الرواية و القصة و من رواياته :
1- "بصمة على الرمال"
وهي مجموعة قصصية صدرت في دمشق عام 1996م


2- رواية " أرض القمر"
صدرت عام 2000م  وهي 262 من الصفحات


3- رواية "النخلة العاقر"
صدرت عام 2002 وهي 215 من الصفحات
4- كتاب "زوادة الحاضر والبادي"
 وهو كتاب جمع فيه طرائف ولطائف العرب وهو خلاصة قراءة و عصارة جهد ونتاج تذوق في بساتين العربية ليضعه بين أيدي القراء والمهتمين كي يتلذذوا بقراءة تراث الأقدمين ويفيدوا منه بأقصر بطريق وأسهل وسيلة .

5- وله دراسة بعنوان « نوادر الأضياف فى البوادى والمدن والأرياف» التي نشرت بمجلة المأثورات الشعبية عام 1992.
ونجد صدق الرجل في تناوله لديوان أحد الشعراء السوريين , والذي أشار لجهده فيه بكتابته على الغلاف : بإعتناء عبد الكريم عيد الحشاش , أي أن جهده كان إعتناء بالنص ولم يجعل من إسمه عنوانا مسيطرا على الشاعر وعمله كما يفعل البعض ,في نشر ديوان أو بعض أعمال لمؤلفين طواهم الردى , فيوهم القارىء البسيط بأنه صاحب الكتاب , ومؤلفه فيتوهم الجهلاء عمله تأليفا , ولا شك أن السبب في ذلك يرجع لغاية في نفسه وقصور ينوي أن يتحلل منه ليظهر بمظهر المؤلف وهو ما يذكرني بقول المتنبي :
وإذا ما خلا الجبان بأرض          طالب الطعن وحده و النزالا
وفيه أيضا تواضع يضاف إلى الصدق الذي تحلى به الباحث .

ثالثاً - محور الدراسات الإسلامية:
 ومنها كتابه المصفوف والمطبوع منه نسخة في تفسير القرآن الكريم بعنوان :
 1- " تدبر آيات القرآن الكريم "
 وهو إسهام من الباحث في الوقوف متدبرا عند آيات الكتاب العزيز , ليضيف تفسيرا جديدا إلى قائمة تفاسير القرآن الكريم الذي لا تنقضي عجائبه , ولا تبلى جدته , ويذكر أنه قرأ ما يزيد عن 100 تفسير ليضع هذا الجهد المبارك وهو تاج الأعمال التي تقرب العبد من ربه في تدبره لآياته .


2- كتاب " الملك العادل الشهيد نور الدين محمود (زنكي) "
صدر عن مكتبة الأقصى بدمشق سنة 2008 وهو 283 من الصفحات
و الكتاب يخرج من دائرة التراجم ليرفد الجانب الإسلامي بما يحمله من دلالات في شأن قضية الأقصى وجهود زنكي في تحريره من براثن الصليبيين.


 هذه إلمامة سريعة ببعض مؤلفات وتحقيقات الأستاذ القدير والباحث المبدع عبد الكريم الحشاش والتي زادت عن (14) كتب في مجالات الإبداع المتنوعة , فإذا كانت الكتابة في التراث لونا من الوفاء , فإن الإشادة بالأوفياء وجهدهم لون من الوفاء أيضا عملا بالآية الكريمة ” وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان “.

وختاماً نقول بإسم كل عامري وكل مهتم بالأدب وغيور على التراث أهلا وسهلا بسادن التراث البدوي وندعو له بطول العمر وموفور الصحة لمواصلة مشوار العطاء وأداء الأمانة خدمة لفلسطين وتراثها الخالد.

جمع وترتيب : حسام العامري

ليست هناك تعليقات