قبيلة بني عامر (الملالحة) في صقرير (سكرير) - قبيلة بني عامر

قبيلة بني عامر (الملالحة) في صقرير (سكرير)

الفصل الثاني: قبيلة بني عامر (الملالحة) في صقرير (سكرير)
          بقلم الباحث : حسام أبو العوايد العامري



 يوجد تجمع لقبيلة بني عامر (الملالحة) في بلاد غزة الشمالية ضمن قضاء غزة, وتقع أراضيهم بين أراضي قريتي يبنا ( من أعمال الرملة ) واسدود , ويطلق عليه (عرب صُقْرِير) أو (سُكْرِير) بضم أوله وسكون ثانيه وكسر ثالثه وياء وراء بآخره, ويطلق عليه أيضاً (عرب أبو سُويَرِحْ) باسم أكبر عشيرة في هذا التجمع , و صقرير يسكنها منذ القدم عرب قبيلة بني عامر (الملالحة) , وينقلون عن أجدادهم أنهم أقطعوا هذه البلاد بين يافا واسدود والرملة والبحر من قبل السلطان المملوكي (عز الدين أيبك) عندما كان والياً ليبنى . (فايز أبو فردة العامري من تاريخ القبائل ج1 ص 119)
 واسمها سُكْرِير محرف من اسم بلدة شكرون الكنعاني, ويرى الكاتب الشيخ مروان أبو سويرح العامري أن اسمها سُكْرِير وليست صقرير ومثبته رسمياً في السجلات الحكومية الرسمية على مر الزمن باسم (سُكْرِير) .
 وكانت تدفع الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والسمسم بالإضافة إلى عناصر أخرى من الإنتاج كالماعز وخلايا النحل. و سكانها الأصليين عرب قبيلة بني عامر (الملالحة) الذين استوطنوا الموقع منذ القدم , وكان نمط حياتهم البداوة , ثم بنوا المنازل الحجرية وأضحوا مزارعين, يزرعون الأرض ويربون الأبقار خلافاً للأغنام والجمال .
 وتطورت أبنية القرية من أكواخ وخيام شعر إلى بيوت من اللبن ثم باطون مسلح ،إلى أن وصل عدد بيوت الباطون نحو 20بيتاً سنة 1943م، وبيوت اللبن إلى نحو 40بيتاً عدا الخيام والأكواخ والبوايك، والذي ساهم في نهضة ونشأة القرية عائلة أبو سويرح من قبيلة بني عامر (الملالحة) , حتى صارت تعرف بـ (عرب أبو سويرح) ونذكر من المؤسسين للقرية الشيخ سلامة أبوسويرح وأخواه حسن وحسين فقد امتلكوا أراضي في سُكْرِير وقاموا وأحفادهم من بعدهم بإشادة قرية سُكْرِير ،

 وفي 1944\1945 , كان ما مجموعه 583 دونما من أراضيهم مخصصا للحمضيات والموز و10232 دونما للحبوب, و489 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين.

 وفي إحصاء عام 1931 م بلغ عدد أفراد عرب صقرير والذين يعودون بأصلهم إلى قبيلة بني عامر (الملالحة) , (530) نسمة, بينهم 267 من الذكور و263 من الأناث . وفي 1/4/1945 قدر عدد سكان عرب سكرير (690) شخصاً , وفي أحصاء قديم يرجع إلى العام 1596م بلغ عددهم (55) نسمة.

 وأشهر عائلات قبيلة بني عامر (الملالحة) التي كانت تقيم في سكرير:
 ونبدأ من الشمال وباتجاه الجنوب
 الحجايجة
 الوديدي ولهم مراكب وهم مشهورون بصيد الأسماك من البحر.
 الجرادات ومنهم المطيرات
 العيدة
 أبو مويس وتملك أراضية شاسعة جدا أكثر من ثلاثة ألاف دونم
 وهي تسكن منطقة سكرير الشمالية وهم لا يخصعون لمشيخة أبو سويرح
 القرم
 الرجيلاوي وكانت تسكن بالقرب من الجميز الرومي وهو قديم من أيام الرومان
 أبو ربيع منهم
 القطي
 العزيب
 الهديشات
 القنادلة
 أبو عروق
 أبو عطا
 أبو الحن
 أبو سويرح وهي الأكبر عددا وأملاكاً وجاها ونفوذا وهم شيوخ بني عامر وشيخهم سليمان أبو سويرح وأبن عمه مفلح أبو سويرح
 قرمان
 أبو رخية
 البلبيسي
 الدباس
 المثيلي


 موقع عرب صقرير

 تَقع سُكْرِير على ساحل البحر الأبيض المتوسط وهى آخر أعمال غزة شمالاً, وهي تنتشر على رقعة مستوية من الأرض في السهل الساحلي, ويحدها من الشمال الشرقي بلدة يبنا من أعمال الرملة ومن الجنوب الشرقي أراضي إِسْدُود وبشيت ومن الجنوب إِسْدُود ومن الغرب البحر الأبيض المتوسط وهى ملتقى القوافل المارة شمالاً وجنوباً وكانت منزلاً ينزله المماليك أثناء حكم مصر وبلاد الشام في طريقهم من وإلى سوريا ومصر ،وتبعد نحو 6كم للشمال من إِسْدُود و 57كم للشمال من غزة وتبعد عن يافا نحو 32كم ،القدس 51كم ،حيفا 127كم ،طبريا 170كم ،نابلس 110كم ، وبئر السبع 80كم . كانت سُكْرِير قلعه حصينة في عهد الحروب الصليبية حيث موقعها الاستراتيجي الهام ،وميناؤها عند مصب نهر سُكْرِير ،تتوسط سهلاً زراعياً خصباً حيث الأرض في معظمها سهلية تتخللها بعض الكثبان الرملية الهلالية الشكل خاصة على الشريط الساحلي غرباً ،والمنطقة الشمالية المحاذية لأراضي يبنا ، وفي معظمها رملية صَفراء تجود فيها زراعة العنب والتين .

 ترتفع أرضها عن منسوب مستوى سطح البحر نحو 25 متراً , وبعض أراضيها مرتفعه كما في تل الإخيذر وتل النبي يونس، وتل أبي القردان وهو تل عالي يرتفع نحو خمسون متراً فوق منسوب مستوى سطح البحر ،وتلال عيوشة غرب القرية ،والبنية شمال تل الإخيذر ،ويقسمها نهر سُكْرِير من الشرق إلى الغرب بعد مروره ببعض القرى العربية ،ويوجد في أراضي سُكْرِير سكة حديد ،كان الأتراك قد أقاموها بهدف ربط ميناء سُكْرِير بالقدس إلا أنها خُرّبت ومن ثم جَددها الإنجليز سنة 1918م بعد انتصارهم على الأتراك في الحرب العالمية الأولى وفرض الانتداب على بلادنا ،وفيما بعد رُفعت قضبان خط السكة الحديدية هذه لسبب غير معلوم ، وفي 25/5/1955م ،وبعد إنشاء ميناء أشدود (سُكْرِير) سنة 1961م تم إعادة ربطها بسكة حديد جديدة ، أُنشئ على قطعة الأرض المسماة (الجهير) مستوطنة (بَني داروم) سنة 1949م وتعني أبناء الجنوب (أُنشئت بعد سنة 1948م حيث أن هذا الاسم كان يُطلق على مستعمرة تَقع جنوب شرق دير البلح-كفار داروم خسروها في الحرب) ومدرسة دينية نير جاليم سنة 1949م (في أرض سلام أحمد أبوسويرح) ويتبع لها مصنع تعليب للحوم وآخر للمخللات والزيتون.


 المســاحة

 تبلغ مساحة أراضي سُكْرِير (40,224) دونماً , وهي ملك لأهلها العرب المسلمين من قبيلة بني عامر (الملالحة) وخاصة عائلة أبو سويرح , ففي أوائل الثلاثينات من القرن الماضي كانت تملك القبيلة ما نسبته 98% من الأراضي ،عدا بعض قطع من الأراضي أعطتها القبيلة -بالذات آل أبي سويرح- لبعض السكان الآخرين فيما بعد سنة 1930م ،وكان ذلك إما حصة مزارعة أو شراكة أو إهداء أو للبيع حيث تم بيع ألف دونماً من أرض سُكْرِير إلى حسن عرفة من سكان يافا بسعر خمسه جنيه فلسطيني للدونم نظراً لحاجة السكان للمال للصرف على الإجراءات والمحاماة لتثبيت الأرض باسمهم, حيث حصلت الكثير من المشاكل على ملكيه الأرض بين آل أبي سويرح وبعض المزارعين من القرى الأخرى الذين كانوا يأخذون قطع أرض للزراعة بالحصة إلا أنهم وضعوا اليد عليها متنكرين لكل ما قدمته عائلة أبو سويرح لهم من كرم واحترام ورعاية ألا أن أصحاب الأرض كسبوا القضية أخيراً ، ويزرع منها 750دونماً حمضيات "بيارة حسن عرفه ، بيارة بدر ، بيارة سلام أبو سويرح ، و750دونماً كانت مجهزة لزراعة أشجار الحمضيات" ،ومساحات شاسعة زُرِعت بالعنب ، التين ، الحبوب ، القطن ، السمسم والخضراوات على اختلاف أنواعها والفواكه بأنواعها ،أما مساحة القرية نفسها 20دونماً ،وفي أواخر عهد الانتداب البريطاني توسعت مساحة القرية شمالاً وغرباً ،والجدير بالذكر أن أراضي سُكْرِير تُستغل بالزراعة كاملةً نظراً لخصوبة أَراضيها ووجود ينابيع ماء في مجرى وادي سُكْرِير مما يجعل المياه متوفرة طوال العام خاصة قرب مصب النهر ولمسافة 4كم للشرق من البحر الأبيض المتوسط ،تَكثُر في أراضيها المواصي خاصة على الشريط الساحلي قرب مجرى النهر و جنوبه ،وكان المختار محمد سلامه أبوسويرح "أبو الشيخ" يملك قطعة أرض تُسمى "الجراحاه" مساحتها نحو ألف دونماً تُعرف بالمواصي وتقع جنوب مجرى وادي سكرير، تُزرَع بالبطيخ، الشمام، الخيار، الطماطم، والسمسم الخ...


 أسماء بعض قطع الاراضي في سكرير:

 ونذكرها من الشمال للجنوب كالتالي:
 أم شرخ, أم ثمايل وسميت لكثرة الثمايل وهي الأبار, الصفحة وقوز جراح والقبور وأم القشقان وهي أرض مواصي والزردوم وأبو حرازة ومعظمها ملك لأبو مويس وهي مزروعة بالعنب. النجرية وتينات حسان والجميز الرومي وجميزة العقربة والمرة وهي أرض مشهورة لبني مرة.

 والعرقوبية وقد اوقفها اهل البلد لصالح مقام الولي ابو عرقوب في قرية حمامه
 و السلاق شرق المنازل و المراح التي كانت لمبيت و رعي البقر
 و ابو القردان
 و عين الزبدة
 و الجنينة و هي جزيرة يحيط بها وادي سكرير .
 أسماء التلال في سكرير
 تل الجنيدي وسمي بذلك لوجود قبر جندي قديم وجد مقتولا أيام الدولة العثمانية
 وتل أبو حرازة وسمي بذلك لوجود شجر الحراز وهو شجر شوكي صغير أرتفاعها نص متر والأغنام تؤكل أوراقها.
 وتل الزردوم وبالقرب منها تينة خاتمة وهي على شط البحر وزرع حولها كروم من العنب .
 وأم شرخ والروغية والنجرية ويملكها حسين سليم القرم وتينات حسان وأم ثمايل والصفحة وأرض القبور والعرقدة وقوز جراح وتينة خاتمة
 و تل الاخيضر ويقع غرب مجرى نهر سكرير.
 للسوارحة من أملاك في الخربة والسلاق وتلك الديار وهي أخصب الأراضي.

 تربة عرب صقرير

 قرية سُكْرِير من قرى السهل الساحلي الفلسطيني لذلك تُعتبر تربة أراضي القرية جزء من أراضي هذا السهل الذي يمتد من حيفا شمالاً إلى رفح جنوباً بطول 115ميلاً، ويبلغ أقصى اتساع له عشرون ميلاً في الجنوب، وتسود التربة المعروفة بـ"اللوس" في الأجزاء الجنوبية من السهل الساحلي الفلسطيني، وهي مكونة من الرمال والطين1، وتربة سكرير وأرضها طينيه في الشرق والجنوب الشرقي ورمليه صفراء على الشريط الساحلي والشمال الغربي ، وأراضيها غاية في الجودة والخصوبة، وهي معروفة بالتربة الرسوبية، وقد تكونت هذه بسبب قرب الساحل من الصحراء وتعرضه للرمال الدقيقة التي تنقلها الرياح سنة بعد سنة مكونة طبقات بعضها فوق بعض، وهذه التربة موجودة في أراضي القرية خاصة شمال وادي سكرير، وشمال القرية، وتسود التربة الطينية في الشرق والجنوب الشرقي، ورملية صفراء على طول الشريط الساحلي والشمال الغربي، وتربة الكركار متداخلة هنا وهناك.


 مُناخ عرب صقرير

 مُناخ القرية لطيف معتدل، كونها ليست على الشاطئ تماماً، بل قريبة منه حيث يهب عليها نسيم البحر صيفاً فيلطف من درجة حرارتها التي يبلغ متوسطها نحو 19درجة مئوية، والأمطار التي تسقط في شهري كانون الأول وكانون الثاني تساعد على نجاح الزراعة البعلية، بالإضافة لتوفر المياه الجوفية في المواصي خاصة، ومجرى وادي سُكْرير، تتأثر القرية بالمُناخ شبه الموسمي الجاف وبرياح الخماسين التي تهب في شهري أبريل ومايو وعلى فترات متقطعة ترتفع فيها درجة الحرارة فوق المعدل، وتضر الرياح هذه بمحاصيل الخضار بالذات، وتهب على البلدة الرياح الجنوبية الغربية في فصل الشتاء مثلها مثل باقي مدن وقرى السهل الساحلي الفلسطيني وهي التي تسبب سقوط المطر في الفترة ما بين مارس وأبريل من كل عام، ويبلغ مجموع الأيام التي يتساقط فيها المطر سنوياً ما بين 40-60يوماً بمعدل 420-450ملم سنوياً، وهذا المعدل كافٍ تماماً عند سقوطه للزراعة، إذ تُعتبر المناطق التي يسقط عليها 300ملم من الأمطار صالحة للزراعة، كما تهب الرياح الشمالية الغربية أحياناً مسببة انخفاضاً ملحوظاً في درجة الحرارة، وقد يسقط البرد أحياناً، ويُعتبر شهر سبتمبر من أجمل شهور السنة، إذ يعتدل المُناخ ويهدأ البحر ويهب نسيم البر الشرقي البارد في الصباح "ريح الصبا"، ونسيم البحر الغربي مع الظهيرة، وتهدأ الرياح ليلاً، ومما يزيد في جمال هذا الشهر، موسم صيد طائر السمان/الفر من 1-30سبتمبر، وموسم نضج بعض الخضار، وتكون مياه الآبار الارتوازية "بئر أبوخشيب، عين ناصر، عين الزبدة، والينابيع في مجرى نهر سُكرير والبرك باردة ومنعشة".


 المعـالم والآثار

 تُقسم خربة سُكْرِير إلى ستة أحياء خاربة من بقايا عمران كنعاني قديم ،ويُعتقد أن الخربة بقايا مدينة شكرون الكنعانية القديمة ،وأنشأ اليهود فيما بعد سنة1948م عليها مدينة أشدود الحديثة ومدينة أشدود هذه بُنيَت في أراضي سُكْرِير على قطع الأرض المسماة (العرقوبية) ،الداغرية ،أبو فاخرة ،الجراحاه ،أبو القردان ،الحيل وبورة الذهب ،والأخيرة سُميَت بهذا الاسم نظراً لوجود الكثير من القطع الذهبية القديمة والتي كان يجدها السكان هناك ،وليست على أنقاض قرية إِسْدُود العربية كما جاء في كتاب بلادنا فلسطين ،ومعجم البلدان الفلسطينية إلا أنه وفي الآونة الأخيرة توسعت مدينة أشدود على حساب جزء ضئيل من أراضي إِسْدُود الواقعة على ساحل البحر ،وفيها ثلاث آبار زيت منذ عهد بعيد لتخزين زيت الزيتون فيها واستخدامه عند الحاجة ،وبئر ماء بعمق 33متراً منذ زمن قديم ،وبركة ماء ، حوض ماء لشرب الحيوانات ، عين ماء تُسمى عين الزبدة للغرب من القرية ،عين ناصر ،وعين اللويبدة وتقع شمال غرب القرية وقد كانت هذه العيون والآبار مصدر ماء الشرب للسكان في معظم فصول السنة ،وبئر غرب تل أبو قردان في جنوب نهر سُكْرِير يَشرب منه بعض السكان أثناء اصطيافهم على التل صيفاً هرباً من البعوض ،كما يوجد تلال رمليه غرب القرية تُسمى تلال (عيوشة) وهنا نستطيع أن نذكر بعض الأماكن الأثرية في سُكْرِير:

 1-خَربة سُكْرِير :

 وتتكون من ستة أحياء أو أقسام خاربة وهذه الخَربة تحتوي على أساسات ،خزانات ،حجارة أبنية منحلة ،شُقف فخار مُكسرة ومنتشرة على سطح الأرض كما توجد بعض الأعمدة وتيجانها الرخامية المكسرة ،الجعران ،الصهاريج ،ثلاث آبار زيت ، بئر ماء ،أنقاض خان وعقود أبنية قديمة منحلة متناثرة تعلوها الأتربة والطين، بها مغارة حجمها يقرب من20×12متراً وسرداب تحت الأرض يمتد من الخِربة إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط ويُعتقد أن سكان الخِربة القدماء كانوا يستخدمونه للهرب عند الحاجة لركوب البحر ،وفيما بعد زُرعت منطقة الخِربة بالحمضيات "بيارة عرفه"، تربتها في الجزء الشمالي الغربي والجنوبي الشرقي كركار، وتقع جنوب قرية سُكْرِير على القطعة المسماة الجابية/الخربة، وينمو فيها نبات الصوي وهو نبات شتوي يجف صيفاً ويشبه نبات العاذر إلا أن أوراقه عريضة وطويلة ويزهر زهرة واحدة بكل نبتة، وأُنشئ شمالها مُستوطنة بَني داروم) بدلاً من كفار داروم التي خسروها في شرق دير البلح كما ذُكر .

 2- الزرنوق :

 يحتوي على تل أنقاض ،شُقف فخار مكسرة ،أساسات من الدبش ، أكوام حجارة ويقع بمحاذاة أراضي قرية إِسْدُود العربية .

 3-تل النبي يونس :

 يقع جنوب مصب نهر سُكْرِير على تله عالية ترتفع نحو 35متراً عن منسوب مستوى سطح البحر حيث يُعتقد أن الحوت قَذف النبي يونس عليه السلام في تلك البقعة وبُني مقام وقبة هناك فبات المقام مزاراً للأهالي من آل أبي سويرح وغيرهم من سكان القرى المجاورة وتنحر عنده الذبائح وتُضاء الشموع ويوجد سرداب عميق تحت المقام لم يَعرف الأهالي سره حتى الآن ،"وروي لي المرحوم عبد الله بن سليمان أبو سويرح بأنه رمى حجراً في السرداب ولم يسمع صوت سقوط الحجر مما يدل على عمقه الكبير" ،وكانت تقوم في العهد الروماني بهذه البقعة مدينه تُعرف باسم قرية موسى "caruathmaus"، حاولت السلطة الإسرائيلية أثناء إنشاء مدينة أشدود الحديثة إزالة المقام والقبة ولأسباب لا تُعرف تركوه وكُتب على قبر الشيخ محمد أبو سويرح الموجود هناك في الجهة الشمالية من المقام "قبر مقدس" اعتقاداً منهم بذلك ،ولم يزيلوا سوى أجزاء بسيطة من حوله ولا يزال المقام شامخاً بقبته الدائرية المغطاة ببعض الأعشاب والطحالب الخضراء ويزار من قبل الناس للآن ،وأُقيم في تلك البقعة محطة أرصاد جوية ومنارة لإرشاد السفن القادمة لميناء أشدود(سُكْرِير) ،وخزان ماء لتغذية المدينة بالمياه ،وفي سنة 1974م حَدّثني أحد السكان العرب "البدو" والذي كان يعمل مع سائق تراكتور أثناء إنشاء مدينة أشدود ومن روايته أن آلة الجرف والحفر كلما كانت تحاول الاقتراب من مقام النبي يونس بقصد إزالته يتوقف المحرك عن العمل ،واضطر المكلفون بالعمل هناك على أن يتركوا المقام .

 4- تل الإخيذر أوالأخضر :

 يقع غرب مجرى نهر سكرير مباشرة، وجنوب غرب القرية، وهو تل أنقاض قديم على شكل مخروطي ويقع جنوب غرب قرية سُكْرِير وهو تل رملي قديم مكسو من أعلى بطبقه من الطين سمك 1.5متراً ويرتفع نحو 12 متراً عن منسوب مستوى سطح الأرض من حوله ، تربته منقولة نقلاً من الأرض المحيطة به "تل صناعي قديم" والذي بات كمركز للاستطلاع إلا أن عوامل التعرية الجوية الطبيعية عملت به ما عملته وأصبح ارتفاعه لا يزيد عن ستة أمتار ،وفي أوائل الستينات من القرن الحالي قام نفر من علماء الآثار اليهود بحفر التل ووجدوا فيه "كنزاً من الذهب والأحجار الكريمة" يعود إلى أزمنة قديمه ،وأنا شخصياً سمعت في إذاعة إسرائيل سنة 1961م أثناء البث الإذاعي خبراً يُفيد أن علماء الآثار اليهود عثروا على أثار هامة في هذا التل وفي سنة 1975م قُمتُ بزيارةٍ لهذا التل وتجولت حوله وكان شبه مُزال والحفر به كان في الجهة الجنوبية الشرقية ،ولقد كان سكان القرية يعرفون أن هذا التل يحتوي على كنز منذ قديم الزمن ،وكُنت أسمع من كبار السن من آل أبي سويرح منذ سنة1952م أن أحد "العرّافين المغاربة"طلب منهم في الأربعينيات من القرن العشرين أن يحفر بالتل وأي شئ يجده يُقسَم مناصفةً بينه وبينهم إلا أنهم كانوا يَعتقدون أن أحد الأولياء الصالحين مدفون بالتل ولذلك لم يحاولوا الكشف عن خباياه ،ويوجد شمال التل مباشرة أثار قديمة في القطعة المسماة (البنية) وترتفع عن منسوب مستوى سطح البحر بنحو 50 متراً ويَكثر فيها شُقف الفخار ،الأحجار والعقود القديمة ،ويوجد بعض التلال الأخرى كتل الزردوم ،صفير،الصباغ ،الحلفا،دردب ،أبو قردان ،وعيوشه، وتلال عيوشة تلك تلال رملية، وتقع شرق عين ناصر، وغرب قطعة أرض تُسمى الجلدة، وكان صالح مصلح أبوسويرح وأسرته يتخذها مصيفاً هرباً من البعوض والملاريا.



 5- نهر سُكْرِير"lakhishriver"

 ويبلغ طوله نحو 65كم ،سماه العرب الكنعانيون (نهر شكرون) وأنشئوا بلدة شكرون التي هي خِربة سُكْرِير ،وأَطلق عليه اليهود اسم نهر لخيش نسبةً إلى مدينة لخيش* إحدى المدن الكبرى قديماً ظناً منهم أنهم أوجدوا له اسماً عبرانياً ويُنسب إلى عرب سُكْرِير الذين استوطنوا ضفافه وهو واحد من الأودية الفلسطينية الهامة بين يافا وغزة . يصرّف مياه السيول المنحدرة من السفوح الغربية لجبال الخليل إلى البحر الأبيض المتوسط عند موقع شمال تل النبي يونس (المفجر) ويرجع اسمه لتحريف بلدة شكرون الكنعانية التي تُعرف بقعتها اليوم باسم (خِربة سُكْرِير) أو "قرية سُكْرِير" يبدأ الوادي من منطقة قرية أذنه على بعد 10كم غرب الخليل ،ومن ارتفاع 500 متراً فوق منسوب مستوى سطح البحر وبعد أن يسير غرباً مسافة 10كم ينحرف عند قرية الدوايمة نحو الشمال الغربي باتجاه قرية القبيبة وخِربها ، ووادي سُكْرِير من بدايته في جبال الخليل إلى هذا الموقع ،ضيق وعميق ويقطع مجراه صخوراً كلسية متفاوتة القساوة تعود إلى العصر الكريتاسي الأعلى والأيوسين لكنه ينفرج بعد ذلك ويتسع مجراه باتجاه الشمال الغربي عندما يدخل السهل الساحلي حيث تسود ترسبات الحقبة الرابعة اللينة المؤلفة من مجروفات السيول والأمطار واللحقيات والرمال ويخترق الوادي كتله من الصخور الكلسية والحوارية عند قرية عراق المنشيه ثم يتابع سيره في أرض ضعيفة الانحدار ماراً بمنطقة قرية السوافير "وادي قريقع" فيصبح اتجاهه العام شمالياً تقريباً ،مسايراً هوامش كثبان السواحل الرملية الهلالية الشكل وإذا كان اسم سُكْرِير أُطلق على الوادي كله بين سفوح جبال الخليل والبحر الأبيض المتوسط فهناك أسماء كثيرة تدعى بها أجزاء مجراه بحسب المناطق أو القرى أو الخِرب التي يمر بها وترفد سُكْرِير أودية كثيرة معظمها يمينية تحمل إليه مياه السيول من الأقدام الغربية لجبال الخليل أهمها وادي زريقة الذي يمر بأراضي المسميه الكبيرة والسنط الذي يمر بالبطاني ويلتقي معه في قرية برقه ووادي الخليل،وادي العسل الذي يمر في أراضي برقه ، وادي الجرف أحد روافد سُكْرِير ويغذيه أيضاً وادي قريقع ،وبما أن الوادي يمر في منطقة شبه جافه حيث تتراوح نسبه الأمطار السنوية الساقطة في منطقه الوادي نحو 35-45 ملم فإن نظام الجريان في الوادي سيلي وتغذيه بعض الينابيع الصغيرة قليلة المياه قبل وصوله إلى أراضي سُكْرِير كنبع الشيخ صالح شمال غرب عراق المنشيه ،ويعرف نهر سُكْرِير بهذا الاسم بعد التقاء المياه المذكورة عند جسر إِسْدُود الواقع على بعد ميلين للشمال من قرية إِسْدُود ومياهه تجري بصوره دائمة لمسافة نحو 2.5-3كم أو يزيد قليلاً حيث تغذيه بالمياه ينابيع محليه عرفنا من أسماء هذه العيون دائمة الجريان "عين دروس والنوريه"وتقعان بالشرق وهاتان العينان هما اللتان تغذيان مجرى الوادي بالماء طيلة فصول السنة ،ويوجد بعض العيون الأخرى غرباً كعين المزراب ، حلوق ، التل ، حلوش ، صقر والطرشي في أرض سُكْرِير ،ولهذا نجد أن مجراه الأدنى يمتد عدة كيلو مترات تجري فيها المياه باستمرار ،يصب في البحر الأبيض المتوسط بين تل النبي يونس العامر بالآثار الذي يطل عليه من جهة الجنوب وبين آثار سكة حديد أنشأها الأتراك لتصل القدس بميناء سُكْرِير القديم عند مصب نهر سُكْرِير ،وآثار سكه الحديد هذه تقع شمالي مصب نهر سُكْرِير مباشرة وتُسمي قبيلة بني عامر مصب النهر "بالمفجر" ،وفي هذه الأيام نضبت الينابيع المحلية وصار المجرى الأدنى للنهر شبه جاف ، لأن مياهه استغلت بعد نكبة سنة1948م حتى عيون الماء التي كانت تغذيه سُحبت مياهها ووُزِعَت للاستفادة منها في الزراعة ،وقد كانت تحيط به البرك والمستنقعات والغابات البعيدة الأطراف ،كانت تَكثُر النباتات المتسلقة وغير المتسلقة حول مجراه كالعليق ، الخِربيط ، السمار ، الأثل ، النجيل ، الكينيا ، الحراز ، الحلفاء ، الصفصاف، القشق ،الطيون، والرمان ،ويَكثر الصيد خاصة صيد البط البري ، الغر، دجاج الماء وبعض الطيور المائية ، الشنار ، الأرانب البرية، والسمان في فصل الخريف، وتَكثُر فيه الأسماك نظراً لركود الماء في بعض الأماكن مما يساعد على تكاثر السمك ،كما تساعد عمليه المد والجزر في جرف وترسيب الرمال عند مصب النهر من ضحولة المياه ،وهذا يساعد على صيد الأسماك بكثرة في المياه الضحلة ،وقد سبب وجود المستنقعات الأمراض الكثيرة للسكان لوجود البعوض فمات منهم الكثير حتى أن جيش نابليون أثناء حملته على بلاد الشام تأثّر بالأوبئة في مجرى نهر سُكْرِير ،ومات منهم الكثير مما أثر على تكاثر عدد السكان الطبيعي ، وكان السكان يهجروا القرية صيفاً ويصطافون في منطقه تل أبي القردان جنوب غرب سُكْرِير هرباً من البعوض ،إلا أنه في أواخر عهد الانتداب البريطاني كَلّفت دائرة الصحة في المجدل بعض العاملين على مكافحة تكاثر البعوض ،وعرفنا من عمال المكافحة محمد الخطيب ، سلامة احمود أبو مبارك، وحسن أبو خالد وبعد نكبة سنة 1948م أُزيلت الغابات وجُفِفَت المستنقعات ووُزعت مياه الينابيع وشَحت مياه نهر سُكْرِير وجرت في حوضه الأدنى مباشرة مجاري المصانع وكثرت طيور أبو قردان والحمام وبعض الأنواع الأخرى من الطيور البرية ،وكان في سنة 1947م هو الحد المفروض بين العرب واليهود في قرار التقسيم1 ولذلك يكون أكثر من ثلثي أراضي سُكْرِير بيد اليهود ،وعنده حط الجيش المصري رحاله ولم يتقدم قط للشمال من النهر ،وفي شهر ديسمبر سنة 1991م ارتفع منسوب مياه النهر مرتين نظراً لغزارة الأمطار في هذه السنة مما أدى لغرق الكثير من بيوت ومحلات مدينه أشدود لدرجه أن رجال الإنقاذ كانوا يتنقلون بالقوارب المطاطية في بعض أجزاء المدينة ،وتُسمي الخرائط نهر سُكْرِير باسم نهر لخيش نسبةً إلى مدينة لاخيش الواقعة خرائبها أمام قرية القبيبة ،ولاخيش هذه الآتي ذكرها من أقدم مُدن البلاد وتعود بتاريخها إلى الكنعانيين وتبلغ مساحة حوضه نحو 1006دونماً وبهذا يحتل المركز الرابع من حيث كبر مساحة الحوض بالنسبة لأنهار البحر المتوسط "بعد وادي غزة ، نهرا العوجا، ونهر المقُطع". وتتواجد بعض أنواع الطيور على في نهر سكرير خلافاً للأسماك نذكر منها البط والغر والمرع والعليق.


 إحتلال عرب صقرير وتطهيرها عرقيا:



 كانت عرب صقرير هدفا لأول اقتراح عملاني من الهاغاناه يدعو إلى تدمير قرية تدميرا كاملا, وكان ذلك في 11 كانون الثاني\ يناير 1948. وقد جاء في تقرير للاستخبارات يحمل هذا التاريخ, الاقتراح التالي: (يجب تدمير القرية كليا, وقتل بعض الذكور من تلك القرية نفسها). ويقول المؤرخ الإسرائيلي بني موريس إن التقرير جاء نتيجة (مقتل 11 فردا من كشافة الهاغاناه في 9 كانون الثاني \ يناير) غير أن التقارير الصحافية في تلك الآونة أوردت رواية مختلفة. فقد استشهدت صحفية (نيويرك تايمز) بمصادر من الشرطة تقول إن جماعة من اليهود من مستعمرة يفنه القريبة, هاجمت (وادي صقرير) بالأسلحة النارية في 9 كانون الثاني\ يناير, مضيفة أن الشرطة وصلت إلى المكان وردت على الهجوم. وجاء في التقارير أن ثمانية من العرب وأثني عشر يهوديا قتلوا, وكانت هذه ((الأكثر الاشتباكات قتلا)) في ذلك اليوم. أما صحيفة (فلسطين) الصادرة في يافا, فقد ذكرت أيضا هجوما على القرية في 9 كانون الثاني\ يناير. ولا يذكر موريس هل تم تنفيذ ذلك الهجوم (الانتقامي) أم لا غير أن أعضاء في الهاغاناه نسفوا 15 أو 20 منزلا في قرية عربية بالقرب من يبنة. ولا يورد التقرير أية أرقام عن الإصابات لكنه يستشهد ببعض من يقول إن التفجيرات التي حدثت فجرا كانت تهدف إلى الثأر للهجمات على القوافل اليهودية.


 ومن المرجح أن يكون القطاع الساحلي الذي تقع القرية فيه, وقع تحت سيطرة الهاغاناه يوم سقطت قرية بشيت المجاورة أي في 10 أيار\ مايو 1948 تقريبا. وقد احتل لواء غفعاتي المنطقة بكاملها بينما كان يوسع رقعة انتشاره إلى الجنوب والغرب, في أثناء عملية براك (أنظر البطاني الغربي, قضاء غزة). لكن موريس كتب يقول إن القرية لم تدمر إلا في 24-28 آب أغسطس, خلال عملية نيكايون(التطهير) التي قام لواء غفعاتي بها أيضا. وقد استغل هذا اللواء الهدنة الثانية في الحرب( لطرد جميع الأشخاص غير المسلحين من المنطقة), وذلك بموجب أوامر, لذا فإن الوحدات نسفت المنازل الحجرية وأشعلت النار في الأكواخ (وقتل عشرة من العرب في أثناء محاولتهم الفرار).


 ولدينا شهادة حية من أحد أبناء عرب سكرير وهو سعد الدين ابو سويرح يروي قصة احتلال قريته صقرير, فيقول: اروي هذه القصة كما تناقلتها عن كبار و شيوخ العائلة , وهي احداث ما حصل لعرب صقرير من قبيلة بني عامر (الملالحة) قبل الهجرة النهائية, ودارت الاحداث في شهر يناير 1948 . قبلها بعام عرض اليهود على العائلة انشاء خط حديدي يمر بارضهم ليصل الى ميناء سكرير عند مصب نهر سكرير ( هو وادي ولكن اخر 2 كم منه تصب فيه بعض العيون لذلك تكون المياه فيه طوال السنة ) المهم رفض شيوخ العائلة العرض و المغريات التي عرضتها الحركة الصهيونية عليهم باعتبار انهم بدو و لا يهمهم لا الارض و لا الوطن و لكن اثبت ال ابو سويرح من قبيلة بني عامر (الملالحة) وطنيتهم العالية بهذا الرفض تسلط عليهم بعض الخارجين ممن اووهم بديارهم و اكرموهم من الناس و اتفقوا مع محامي يهودي اسمه مويال لرفع قضيه عليهم لكسب بعض الارض ثم بيعها لليهود بحجة وضع اليد على الارض من قبلهم فوقف شيوخنا و العائلات الوطنية الفلسطينية و الحركة القومية جميعا صفا واحدا و كسبوا القضية و كلفت هذه القضية العائلة المال الكثير.


 و في تاريخ 9/1/1948 دخلت اراضي القرية مجموعة من المتدربين من لواء جبعاتي خرجوا من معسكر جان يبنه جنوب شرق سكرير و نزلوا في طريقهم الى البحر بمحاذاة الوادي و كانهم لا يهتمون باصحابها و من فيها ربما ليدرسوا مرة ثانية امر السكة و الميناء فتنبه لهم ابناء قبيلة بني عامر منهم عبد المالك ابو سويرح و معه عدة ابطال من العائلة و القبيلة هم عبد الحميد ابو سويرح و حمد ابو سويرح و عبدالحميد ابو سويرح و سياح ابو سويرح و عبد الحميد ابو حزين و شخص من الرميلات من عائلة الصياح و اخرين من قبيلة بني عامر لا اعلمهم (و جميعهم الان في ذمة الله ) و تصدى هؤلاء للفرقة و قتلوا منهم 16 شخصا كما ذكر منهم شخص من عائلة رئيس اسرائيل الاسبق عزرا وايزمان و لم يصب من القبيلة اي شخص و الحمد لله رغم انهم قذفوا عبد المالك بقنبلة فقتلت الفرس و نجا هو و لا اعلم هل قتل احد من المشاركين من خارج العائلة ( هذه القصة معروفة في كتب التاريخ بمعركة سكرير). في هذا الوقت كان مختار العشيرة الشيخ محمد سلامه ابو سويرح الملقب بابي الشيخ في يافا يتابع اعماله حيث كان له عدة سيارات لنقل و توزيع الزفزف ( اصداف البحر و تجمع من مياه البحر في سلال ثم تنقل على البهائم الى المكب الرئيسي ) على المدن و القرى فقابله مختار قطره على الطريق الرئيسي و اخبره بما حصل و اوصاه الا يعود للقرية و لكنه اصر على الذهاب و اللحاق باهله فترك سيارته عنده و اعطاه مختار قطره فرسه و ارسل معه ابنه ليوصله لاقرب مكان فقابلتهم مفرزه من الجيش الانجليزي و كان ابوالشيخ يعرف الضابط فنصحه الضابط بالعوده و الابتعاد لخطورة المنطقة و تبادل اطلاق النار بين الانجليز و العشيرة بالاضافة الى فرق المقاومة و النجادة الذين اتوا من القرى المجاورة الامر الذي ادى و اجبر الانجليز للانسحاب. علم المختار ان العشيرة اتجهت الى منطقة عين الزبده و هي المصيف السنوي لهم لوجود الماء و كروم العنب فباتوا هناك و عرف منهم القصة .بعد يومين في 11/1/1948 قام لواء قبعاتي بتدمير منازل القرية وهي بعض دور اللبن و العليات و البوايك لتخزين الغلال و الباقي بيوت شعر و اكواخ محيطة بها و نهبوا كل شيئ من دواب بقيت و غلال و ممتلكات ثم قامت مجموعة خيالة بعدها بايام بمحاصرة رعاة البقر في وادي سكرير و نهبوا ما يقرب من الف راس بقر هي اغلب ثروة العائلة من الابقار و ابقار لرعاة اخرين من عائلات سكرير و اغراب كانوا متواجدين في حوض الوادي للرعي و لم ينج منها الا القليل و من يومها لم يعد الاهل الى ديارهم الى يومنا هذا حيث بدات هجرتهم و جلائهم منذ شهر 1/1948 لانهم اتجهوا الى التلال غرب سكرير ثم الى قرية اسدود حيث ان لهم انسباء في اسدود و اخرين اتجهواالى المجدل و هاجروا من هناك الهجرة النهائية مع الناس في مايو 1948 . و استقروا في قطاع غزه اما باقي سكان سكرير الذين يسكنون ارض البرص الرملية جوار روبين و تدعى الهيش و منهم القرم و ابو فرده و ابو مويس و ابو عطا و ابو حجاج و الرجيلاوي و ابو ربيع وابو درويش و اخرين كثر لا اتذكرهم و اتجه كثير منهم الى الضفة و الاردن و منهم من هاجر معنا الى غزة.



 صقرير اليوم:

 تغطي الأعشاب البرية وبعض نبات الصبار والأشجار الموقع. وثمة منزلان بقيا قائمين, أحدهما يقع وسط بستان للحمضيات, وله هيكل من الأسمنت وحيطان, وعلى سطحه (علية) وهي إما غرفة نوم مفردة لصاحب المنزل, وإما غرفة للضيوف وتوجد عادة في منازل أثرياء القرى رمزا للثراء أو المكانة. وثمة سلم يستند إلى الحائط الجانبي المتداعي.
 المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية
 ثمة مستعمرتان على أراضي القرية: نير غليم (12137) التي أقيمت في سنة 1949, وأشدود (116134) التي أقيمت في سنة 1955, أما مستعمرة بني دروم (121136), التي أقيمت في سنة 1949, فهي تجاورها من جهة الشرق على أراضي كانت تابعة لمدينة إسدود.

 ولقد زار قرية سكرير سعد الدين ابو سويرح ويقول: القرية الان اطلال وقد ذهبت الى القرية عام 1978 فوجدتها خرابا و قد اقام اليهود فوق انقاضها محطة تحويل كهرباء غرب الجسر العلوي الذي يتجه الى تل ابيب . فاخذت بعض بواقي الحجارة من منزل اهلي و كان معي قريب لي عاش في القرية وكان عمره 16 سنه عند الهجرة و كانت شجرة تين سماري و لازالت موجوده و شجره كافور و رايت مكان مقلب الزفزف الذي كانت الشاحنات التي يملكها المختار تنقل منه للتوزيع و كم سعدت بالحجارة و بالتين الاخضر الذي لم ينضج و لكني اخذت بعضه للذكرى وضاعت الحجارة وضاع التين عندما ذهبت للجامعة في مصر .و في عام 1986 ذهبت مرة اخرى فوجدت اليهود قد اقاموا سياجا على المكان كله مع بوابة عليها حراسة .
 اخيرا نبذة عن القرية فهي تقع غرب مفترق اشدود او (رمزون اشدود كما يسميه الناس الان في غزه ) بحوالي 800 متر غرب الجسر العلوي المتجه لتل ابيب و حتى يمسح الصهاينة القرية انشاوا عليها محطة تحويل كهرباء كما ذكرت و مصانع كيماويات كثيرة و اصبحت هي المنطقة الصناعية لاشدود و على فكرة مدينة اشدود اليهودية غير اسدود العربيه حيث تقع الاولى على البحر عند مصب نهر سكرير و 65 % منها في اراضي كروم ارض سكرير تسمى بارة الذهب و ابو القردان و اراضي اخرى اما الثانية فتقع على الخط الرئيسي الرابط بين غزة و يافا و المسافة بين مركز الاولى و انقاض الثانية لا تقل عن 6 كم .

 اما المستوطنات القائمة فهي كما ذكرت نسبة كبيرة من مدينة اشدود بل اهم اجزاء المدينة و هي المنطقة الصناعية بالكامل و جنوبا على ارض الخربة الاساسية على بعد 1 كم كيبوتس بني داروم اي ابناء الجنوب و به الباقي من اثار خربة سكرير القديمة قوس حجر اثري و تلة مردومة يمكن ان يكون تحتها اثار و شرقه بير عرفه المذكور و هذه في طرف الكيبوتس الشرقي و كذلك كيبوتس نير جاليم على ضفاف وادي سكرير الى الغرب من بني داروم على الطريق المتجهة الى مدينة اشدود غربا.

 كتبه الباحث : حسام أبو العوايد العامري

 ................
 الـــمراجـــع:
 مقالات الكاتب فايز أبو فردة العامري
 شهادات حية من رجالات قبيلة بني عامر (الملالحة)
 كتاب بلادنا فلسطين لمصطفى الدباغ
 كتاب الوقائع الفلسطينية
 مقالات الكاتب سعد الدين ابو سويرح
 من كتاب الشيخ مروان أبو سويرح
 معجم البلدان
 الكامل في التاريخ
 موقع فلسطين في الذاكرة

هناك تعليقان (2):